24 ساعة – متابعة
بدأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي اليوم الإثنين، زيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى المغرب في سياق قرار تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين، والذي فتح أبواب تعاون كبير في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية والرياضية وغيرها، في وقت يلعب المغرب دورها قويا وحيويا في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الدور الذي كان حاسما في إعادة فتح معبر ألنبي.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريغادير جنرال ران كوخاف قال لتلفزيون “واي نت”: “من بين المواضيع التي ستناقش (في المغرب) هذا الأسبوع تبادل المعارف والتدريب، القدرة على التدريب معا في مناورات مشتركة، تطوير الأسلحة ونقل المعرفة وربما بخصوص الأسلحة أيضا”.
بطبيعة الحال فالزيارة تم الترتيب لها بشكل جيد. فقد انتقلت الشراكة بين المغرب وإسرائيل إلى مستوى آخر من التعاون بعد التوقيع على اتفاق تاريخي بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد غرد آنذاك على حسابه على تويتر قائلا: “لقد وقعت الآن مع وزير الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، اتفاقية تعاون أمني مع المغرب”.
وأضاف: “تشمل الاتفاقية تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات المتعلقة بالأمن والدفاع والتكوين المشترك والتعاون الصناعي. أشكر الملك محمد السادس ووزير الدفاع على جهودهما لتوسيع العلاقات بين البلدين. لقد خطونا خطوة تاريخية اليوم”.
من الواضح أن المغرب يمثل شريكا قويا لعدد من الدول الكبرى في المجال العسكري والأمني، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. فمناورات الأسد الإفريقي تمثل إحدى أبرز تمظهرات هذه الشركات التي تجعل من المغرب فاعلا أساسيا في تحقيق أمن المنطقة، في مواجهة بعض الجهات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار بدعم جماعات متطرفة فوق أراضيها.
صحيح أن هذا التقارب العسكري بين المغرب وإسرائيل هو مناسبة لتبادل الخبرات. فالجيش الإسرائيلي يعتبر من أقوى الجيوش عبر العالم، لكن خبرة القوات المسلحة الملكية تحظى أيضا بالإشادة الدولية ليس فقط في دفاعها عن حوزة الوطن واستقراره، لكن أيضا من خلال دورها الريادي في حفظ السلام، وهو دور لطالما حظي بإشادة المنتظم الدولي.
لكن هذه الزيارة التي يقوم به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن تمر بردا وسلاما على من يناورون في العلن والخفاء من أجل ضرب استقرار المنطقة. فإذا كان المغرب ينظر إلى هذا التعاون من بوابة تعزيز العلاقات التي تشمل مجالات مختلفة، فإن هناك من لا ينظر إليه بعين الرضى، لاسيما عندما يتعلق الأمر بجهة تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة.