24 ساعة ـ متابعة
أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الاثنين بمجلس النواب، أن معالجة مشكل ندرة المياه لن تتأتى خلال أشهر، بل يتطلب الأمر استراتيجية ومنظورا جديدين وتدابير مهيكلة « وهو ما انطلقت الوزارة في الاشتغال عليه ».
وقال الوزير، في معرض رده على أسئلة النواب خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بخصوص إشكالية الخصاص المائي، إن الوضعية « الدقيقة » التي يجتازها المغرب ناجمة أساسا عن التراجع الكبير للموارد المائية التي انخفضت بـ 85 بالمائة نتيجة ضعف التساقطات المطرية (تراجع بنسبة 55 في المائة)، فضلا عن تراجع حجم التساقطات الثلجية (مساحة الثلوج كانت تغطي 45 ألف كيلومتر مربع، في حين أنها همت هذه السنة 5 آلاف كيلومتر مربع) ، ينضاف إلى ذلك تقلص عدد أيام الثلوج الذي كان هو 41 يوما في السنة وتقلص هذه السنة إلى 14 يوما فقط.
وعزا نزار بركة مشكل ندرة المياه أيضا، إلى التراجع الكبير في المياه الجوفية « التي تتراجع بمترين ثلاثة أمتار في السنة »، مسجلا أن هذه التراجعات انطلقت منذ سنة 2018 وكان لها أيضا وقع على الواردات المائية.
وفي هذا الإطار، كشف الوزير أن حقينات السدود بلغت هذه السنة، 4 ملايير و700 مليون متر مكعب مشيرا الى أن نسبة الملء تبلغ 29 في المائة.
وإزاء هذه الوضعية، يقول الوزير، تم وضع برنامج استعجالي في دجنبر الماضي هم الأحواض المائية الأكثر تضررا (ملوية، أم الربيع، تانسيفت وزيز) وشملت التدابير المتخذة إنجاز آبار استكشافية لإيصال المياه للعديد من المناطق منها (جرسيف، تاوريرت، وجدة)، وكذا تطوير وتحسين مردودية المياه (الحد من الهدر المائي في قنوات الري) والبحث عن سبل بديلة لسد الخصاص المائي من قبيل إنجاز محطات لتحلية مياه البحر.
وأكد نزار بركة بهذا الخصوص، أن الحكومة أعطت دفعة قوية لإنجاز محطات تحلية مياه البحر، حيث تم هذه السنة إطلاق إنجاز محطة تحلية مياه البحر لتزويد مدينة الدار البيضاء الكبرى، وكذا محطات تحلية مياه البحر للتزود بالماء الشروب بكل من آسفي والجديدة واللتين ستكونان، وفقا للوزير، جاهزتين في شهري دجنبر ومارس المقبلين، بالإضافة إلى محطات أخرى بالداخلة والناظور.
وبالنسبة لمدينة العيون، أفاد المسؤول الحكومي بأن المحطة الجديدة لتحلية مياه البحر سينطلق العمل بها في الأيام المقبلة.
ويذكر أن هذه المحطة الجديدة، التي تطلب إنجازها 370 مليون درهم، ستمكن من الرفع من القدرة الإنتاجية الإجمالية، من الماء الصالح للشرب، إلى 60 ألف متر مكعب في اليوم، وتلبية حاجيات ساكنة مدينتي العيون والمرسى ومركزي فم الواد وتاروما من الماء الصالح للشرب الى ما بعد 2035.