24 ساعة- متابعة
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، اليوم الأربعاء بفاس، التزام المملكة بالقيم العالمية للسلام والتعايش السلمي والتسامح الديني والحوار بين الثقافات والحضارات.
وقال هلال، في كلمة خلال افتتاح أشغال ندوة دولية رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة لخطة عمل القادة والفاعلين الدينيين الرامية إلى منع التحريض على العنف، الذي قد يؤدي إلى ارتكاب جرائم وحشية، إن “التزام المملكة المغربية بالقيم العالمية للسلام والتعايش السلمي والتسامح الديني والحوار بين الثقافات والحضارات ليس وليد الأمس، بل إنه إرث لطالما حظي برعاية جميع الملوك المغاربة”.
وأضاف هلال، أنه طبقا للتعليمات الملكية السامية، عزز المغرب تعاونه مع الأمم المتحدة وجميع الوكالات من أجل التنفيذ الفعال والفعلي لخطة عمل فاس من خلال العديد من الأنشطة والمبادرات.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بالقرار التاريخي للجمعية العامة 73/328 حول تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في محاربة خطاب الكراهية، وتنظيم ندوة مرئية رفيعة المستوى حول دور القادة الدينيين في مواجهة التحديات المتعددة لوباء كوفيد-19، واعتماد الجمعية العامة، بمبادرة من المغرب، للقرار غير المسبوق 75/309، الذي أعلن يوم 18 يونيو من كل سنة يوما عالميا لمناهضة خطاب الكراهية.
واستشهد هلال أيضا بتنظيم المغرب (بشكل مشترك مع مشروع علاء الدين التابع لليونسكو وتحالف الأمم المتحدة للحضارات)، حوار طنجة الذي جمع أكثر من 80 من القادة السياسيين والأكاديميين، فضلا عن المفكرين والقادة الدينيين والفاعلين في المجتمع المدني، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن هذا الحوار كان بمثابة منصة أساسية لمناقشة مستقبل العلاقات بين المنطقة العربية والغرب، والانخراط في حوار مفتوح من أجل تحديد معالم عالم أفضل على أساس قيم التحالف والتضامن الانساني والتعايش والاحترام المتبادل.
وأضاف هلال، أن المغرب نظم، مؤخرا، بالاشتراك مع مكتب منع الإبادة الجماعية، حدثا رفيع المستوى حول دور التعليم في التصدي للأسباب الجذرية لخطاب الكراهية وتعزيز الإدماج وعدم التمييز والسلام، مشيرا إلى أن الاجتماع تميز بمشاركة مسؤولين أممين كبار، من بينهم رئيس الجمعية العامة، وتحالف الحضارات، واليونيسيف، واليونسكو، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وممثلي المجتمع المدني.
وبعد أن أبرز أهمية خطة عمل فاس، باعتبارها “وثيقة رائدة وخارطة طريق حية وسريعة الاستجابة لحماية دعائم السلام والأمن، واحترام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، وتحفيز التنمية المستدامة للجميع”، أكد الدبلوماسي أن المغرب، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي ولاسيما المتعدد الأطراف، لم يتوانى تأكيد إرثه التاريخي وخياره الاستراتيجي، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره فاعلا على الدوام لفائدة التسامح، والاعتدال والتعايش والحوار بين مختلف الثقافات والأديان.
وتتميز هذه الندوة الدولية، المنظمة على مدى يومين، بمشاركة مسؤولين بارزين من الأمم المتحدة، وممثلي منظومة الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وممثلي قطاعات حكومية مغربية، وفاعلين دينيين من الرابطة المحمدية للعلماء، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، وخبراء وفاعلين آخرين ذوي الصلة ساهموا في إعداد وتنفيذ “خطة عمل فاس”