أشاد خبيران اقتصاديان بتحرك الحكومة المغربية نحو إجبار شركتي “غوغل” و”فيسبوك” على دفع ضرائب، مقابل استحواذهما على نصيب الأسد من إعلانات الإنترنت في المملكة، وحذرا في الوقت نفسه من احتمال استهداف المستهلكين المغاربة بالضرائب، في حال رفضت الشركتان.
وتهيمن الشركتان على حوالي 70% من سوق الإعلانات على الإنترنت في المغرب، وفق تقارير رسمية، أفادت بأن عدم دفعهما ضرائب يُضيع على المملكة سنويا نحو 600 مليون درهم (حوالي 56 مليون دولار أمريكي).وفرضت تسع دول ضرائب على الشركتين، وهي: روسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وإيطاليا، وإسرائيل، وإندونيسيا وأستراليا.
وأجرت “غوغل” تعديلات ضريبية في البلدان الأوروبية، ودفعت مثلا 306 ملايين يورو كمستحقات ضريبية في إيطاليا، خلال 2017. ولإجبار “غوغل” و”فيسبوك” على أداء الضريبة، على غرار ما تفعله مع الدول التسع، أنشأ المغرب في ديسمبر/كانون أول الماضي، لجنة تضم الإدارة العامة للضرائب (حكومية) ومكتب الصرف (حكومي).
وتعمل اللجنة على “تعقب المعاملات المالية والتجارية للشركتين، من أجل تحضير الآليات الإدارية لمطالبتهما بتصحيح وضعيتهما القانونية، بغرض استرداد ما بذمتهما (من ضرائب) لفائدة الحكومة المغربية”.ودعا محمد ياوحي، خبير اقتصادي مغربي، في حديث للأناضول، حكومة بلاده إلى “اتخاذ قرارات حازمة للحصول على مستحقاتها الضريبية المشروعة من الشركتين الأجنبيتين”.
وأضاف ياوحي أن “بحث المغرب عن مصادر لتمويل الخزينة العمومية، عبر فرض ضرائب على غوغل وفيسبوك، يعد نقطة إيجابية وجيدة، ما دام لن تمس جيوب المستهلكين”.وشدد على أن عدم أداء الشركتين لرسوم ضريبية للمملكة يعد “بمثابة منافسة غير شريفة، بالنظر إلى أن وكالات الإشهار (الإعلان) المغربية، تؤدي ما بذمتها من ضرائب”.وزاد بأنه “كان يجب على الحكومة الاشتغال (العمل) على هذا الملف منذ سنوات، على غرار الدول الأخرى”.
فيما قال الطيب أعيس، الخبير المغربي في المجال المالي والاقتصادي، إن “اعتزام البلاد فرض ضرائب على فيسبوك وغوغل يعود إلى استحواذهما على حصة الأسد من الإعلانات في المملكة”.وشدد أعيس، في حديث للأناضول، على أن “فرض ضرائب على الشركتين من شأنه الحفاظ على منافسة شريفة، خصوصا أن الشركات المغربية على شبكة الإنترنت تضررت كثيرا بسبب غياب التكافؤ في دفع الضرائب”.
ومضى قائلا “من الضروري خلق مساواة ضريبية وعدالة ضريبية بين المعاملات الكلاسيكية (العادية) والافتراضية (على شبكة الإنترنت)”.وحذر من أنه “إذا لم تتمكن الحكومة من إجبار الشركتين على أداء الضرائب، فهناك إمكانية فرض ضرائب على المستهلك”.وختم الخبير المغربي بأن “السوق الافتراضي خارج إطار الضرائب الوطنية يجعل الشركات تجني أرقام معاملات ضخمة من إعلاناتها في الإنترنت”.وتتميز الإعلانات التجارية لـ”غوغل” و”فيسبوك” بأسعارهما المنخفضة، حيث لا تدفعان الضريبة على القيمة المضافة للحكومة المغربية ولا تقدمان أية عمولات لوكالات الإعلانات المغربية، بفضل تعاملهما مباشرة مع المعلنين.