محمد أسوار- الرباط
حرًمت باريس ألاف المغاربة من تأشيرة الدخول إلى أراضيها، وشمل الأمر مسؤولين كبار وأيضا مواطنين عاديين، دون أسباب وجيهة.
وبلغت نسبة رفض طلبات الحصول على تأشيرة من قبل المصالح القنصلية الفرنسية، أزيد من 70 في المائة، منذ 2021 إلى حدود السنة الجارية.
وأثار القرار امتعاض شريحة واسعة من المغاربة، خصوصا النخبة الفرنكفونية التي لم تستوعب بعد ما يجري في الكواليس…
النائب الفرنسي من أصول مغاربية، كريم الشيخ، هاجم حكومة إيمانويل ماكرون، وأكد في سؤال كتابي موجه لها، أن ”المواطنين المغاربيين” وحدهم فقط ضحية ما وصفه بـ ”المواجهة الدبلوماسية”، بين المغرب وفرنسا.
وتطرقت ”لوموند افريك” إلى هذا الأمر في مقال رأي يحمل توقيع الكاتب كريم الدويشي، أشار فيه إلى أن بغض مواقف باريس ”صارت سخيفة تماما”، حيث لم يعد بإمكان المغاربة الذين صاروا أطفالهم فرنسيين زيارة فرنسا في الوقت الراهن.
وأضاف كاتب المقال أن أصل تقييد التأشيرات الجديدة لمواطني شمال افريقيا، وبالخصوص المغاربة، يوحي بوجود توتر في العلاقات بين البلدين.
المتحدث السابق باسم حكومة ماكرون، غابرييل أتال، نقلت عنه تقارير إعلامية قوله إن “إن تقليص التأشيرات هو قرار صارم، لكنه ضروري بسبب أن البلدان المغاربية لا توافق على استعادة رعاياها الذين لا نريدهم ولا يمكننا الاحتفاظ بهم في فرنسا”. رسالة مليئة بالكثير من العجرفة وحتى الغطرسة. يوضح الدويشي.
وكشف الدويشي أن الغضب يتزايد بين المغاربة، بحكم أن فرنسا تربح عن كل تأشيرة حوالي 100 يورو (1000 درهم)، وهي غير قابلة للاسترداد في حالة الرفض. أي أن فرنسا تربح الملايين على ظهر المغاربة دون أن يستفيدوا من أي شيء، إنها أشبه بلعبة ”يانصيب”. يقول الصحفي الفرنكوفوني المغربي.
لقد تم رفض أغلب الطلبات والتي تتضمن مُقبلون على الدراسة في مؤسسات تعليمية فرنسية مرموقة وفنانين ناطقين بالفرنسيين وفرنكفونيين سابقين، بل حتى سياسيين بارزين (مستشار لرئيس البرلمان المغربي الذي رفضت تأشيرته أيضا)، ويفضل كل هؤلاء الآن التقدم للحصول بتأشيرات تخول لهم دخول أوروبا باسم دول أخرى، مثل إسبانيا أو إيطاليا أو بلجيكا. لقد صار الأمر تهديدا حقيقيا بين نخب المملكة، وأغلبها فرنكوفونية وفرنسا. وفق الدويشي.
في ظل هذا الوضع، لا زال الصمت سيد الموقف لدى سلطات الرباط، والحكومة مطالبة قبل أي وقت مضى بتقديم توضيحات، بعد أن قامت فرنسا ببناء ما يُشبه ”جدار برلين” تجاه بلد يُشكل خزانا ثقافيا وبشريا حقيقيا لباريس.