24 ساعة – متابعة
أكد وكيل أعمال الكاتب البريطاني سلمان رشدي الأحد أن الأخير “يتماثل للشفاء”، بعد يومين من تعرضه للطعن في بطنه ورقبته على يد شاب أميركي من أصل لبناني خلال مناسبة في الولايات المتحدة.
وبعد ساعات من اعتداء الجمعة الذي وقع خلال مناسبة أدبية في ولاية نيويورك، خضع الكاتب البريطاني إلى عملية جراحية عاجلة بعد إصابته بجروح شك لت خطرا على حياته.
لكن رغم أن وضعه ما زال حرجا، إلا أنه أظهر مؤشرات تحسن ولم يعد بحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي.
وقال وكيل أعماله أندرو وايلي في بيان إن رشدي لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس و”بدأ يتماثل للشفاء”، مشيرا إلى أن تعافيه سيستغرق وقتا “طويلا. جروحه خطيرة لكن حالته تتطور في الاتجاه السليم”.
وكان الكاتب الذي قضى سنوات تحت حماية الشرطة بعدما دعا قادة النظام الإيراني إلى قتله على خلفية روايته “آيات شيطانية” على وشك التحدث في مقابلة عندما صعد رجل إلى المسرح وطعنه عدة مر ات في الرقبة والبطن.
وأوقف موظفون وأشخاص ضمن الجمهور المهاجم هادي مطر، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، قبل أن تحتجزه الشرطة.
ومثل أمام المحكمة السبت حيث دفع ببراءته من تهمة محاولة القتل.
والأحد، أكد نجل الكاتب ظفر أن العائلة تشعر “بارتياح بالغ” لتخلي رشدي عن جهاز التنفس وتمكنه من “قول بضع كلمات”.
وقال نجل رشدي في بيان “رغم أن جروحه خطيرة ويمكن أن تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها”.
وأفاد رئيس مجموعة “سيتي أوف أسايلوم” هنري ريس الذي كان بصدد محاورة رشدي قبل تعر ضه للاعتداء أنه اعتقد بادئ الأمر أن شخصا ما ينفذ مقلبا سيئا، لكنه أدرك حقيقة الأمر عندما شاهد الدماء، علما بأنه أصيب بجروح أيضا.
قال ريس الذي أطل الأحد على شبكة “سي إن إن” مع ضمادة كبيرة تغطي عينه اليمنى المتورمة والمصابة بكدمات “كان من الصعب جدا فهم الأمر. بدا كأنه مقلب سيء. لكن بعدما تشكلت خلفه (بقعة) دماء أصبح الأمر حقيقة”.
لم تقدم الشرطة والادعاء معلومات كثيرة عن خلفية مطر أو دوافعه.
في لبنان، أشار علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون في جنوب لبنان إلى أن هادي مطر “من أصول لبنانية”.
وتابع في حديث مع وكالة فرانس برس، “و لد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون”.
وقيل لمراسل فرانس برس الذي زار القرية السبت إن والدي مطر مطل قان وما زال والده يعيش في القرية.
وط لب من الصحافيين الذين قدموا إلى منزل والده المغادرة.
وكان سلمان رشدي مهددا بالقتل منذ أن أصدر مؤس س الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته “آيات شيطانية” التي رأى بعض المسلمين أنها تنطوي على تجديف.
وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا مجلة “شتيرن” الألمانية، قال رشدي “منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لدي مشاكل (…) عادت حياتي إلى طبيعتها”، مبديا “تفاؤله” رغم “تهديدات القتل اليومية”، بحسب مقتطفات نشرتها المجلة على أن تصدر المقابلة كاملة في 18 غشت.
بعد انتقاله إلى نيويورك، أصبح رشدي مواطنا أميركيا في 2016. ورغم التهديد المتواصل لحياته، شوهد بشكل متزايد في الأماكن العامة من دون مرافقة أمنية ملحوظة في كثير من الأحيان.
ولم تكن الإجراءات الأمنية مشددة خلال مناسبة الجمعة التي جرت في مؤسسة تشوتوكوا التي تستضيف برامج فنية في منطقة هادئة قرب مدينة بوفالو.
وأثارت عملية الطعن غضبا واسعا بما في ذلك في أوساط السياسيين والشخصيات الأدبية.
ووصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بـ”الهجوم الشرس” مشيدا بالكاتب “لرفضه الترهيب والإسكات”.
بدوره، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم “المرو ع”.
لكن الاعتداء حظي بتأييد من متشددين إسلاميين في إيران وباكستان.
ومطر موقوف حاليا من دون إمكان الإفراج عنه بكفالة، ووجهت إليه اتهامات رسميا بمحاولة القتل من الدرجة الثانية والهجوم المسلح.