أسامة بلفقير – الرباط
مسار مهني متميز بصم عليه الراحل عبد الحق الخيام، المدير السابق للمكتب المركزي للتحقيقات القضائية، الذي توفي في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 23 غشت 2022. فمن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إلى جهاز “النخبة” أو ما يوصف إعلاميا ب”إف بي آي” المغرب، ترك الرجل وراءه مسارا مهنيا متميزا داخل المنظومة الأمنية.
هو ابن درب السلطان، ذلك الحي الذي لم يفارق أزقته وسكانه حتى وهو مسؤول على رأس أجهزة بحساسية أمنية عالية.. درس الاقتصاد وتخصص في “تسيير المقاولات” قبل أن ينجح في مباراة الأمن، ليبدأ في رسم مساره المهني داخل المنظومة الأمنية للبلاد، مستعينا بتكوينات عديدة في أعرق المدارس الكبرى للأبحاث القضائية حول التهريب الدولي للمخدرات والجريمة الاقتصادية والمالية والجريمة المنظمة.
قضى 33 عاما في الشرطة القضائية..خبر فيها مختلف أنواع الجريمة وطرق فك ألغازها..ثم أشرف بتجربته على إعادة هيكلة الفرقة الوطنية الوطنية، قبل أن يدير باقتدار مكتب “بسيج” التابع للمدير العامة لمراقبة التراب الوطني، منذ تأسيسه في 2015 إلى حين اشتداد المرض عليه في 2021.
تعيين الرجل في هذه المهمة جاء في سياق انفتاح كبير للمؤسسة الأمنية على الرأي العام، من خلال وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال الحوارات والندوات الصحفية التي كان يحتضنها المكتب المركزي للتحقيقات القضائية بحضور الخيام، وفتح فيها هامش واسع لوسائل الإعلام من أجل طرح أسئلتها.
ولعل ما كان يميز الرجل ليس فقط تجربته وخبرته المهنية، بل أيضا ثقافته الواسعة ومعرفته الدقيقة بإيديولوجيا الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي كان يجعل عددا من خرجاته مادة تواصلية تجابه فكر الجماعات الإرهابية..رحم الله عبد الحق الخيام وإنا لله وإنا إليه راجعون.