يوسف المرزوقي- الرباط
عبر المغاربة بكل أطيافهم عن استهجانهم الشديد، للحملة المسعورة التي استهدفت رمز البلاد، الملك محمد السادس، عبر فيديو مفبرك، قامت آلاف الحسابات المزيفة بمشاركته على نطاق واسع، اليوم الأربعاء 24 غشت الجاري، يسيء بشكل بليغ لملك البلاد.
المقطع القصير الذي لا يتعدى بضع ثوان، والتقطته وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو الانفصالية، وقامت حسابات فيسبوكية جزائرية مشكوك في ”بروفايلاتها”؛ أثار موجة غضب لدى عموم المغاربة الذين سارعوا إلى الدفاع عن الملك محمد السادس ردا على الحملة المسعورة التي تقف وراءها الأطراف المذكورة المعادية للمغرب ومقدساته.
ويرى مراقبون، أن الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت في عهد الملك محمد السادس، وظهوره الأخير بصحة جيدة وهو يلقي خطاب “ثورة الملك والشعب”، أيقظ الحقد الدفين لدى الأعداء، مما دفعهم نحو الترويج لهذه السلوكات الصبيانية التي لا تمت للأخلاق بصلة.
في هذا الصدد؛ علق المحامي والمحلل السياسي نوفل البعمري، على هذه الحملة المسعورة قائلا: ”اذا كان هناك من يعتقد أنه إذا ما قام بعمل غير أخلاقي في محاولة خسيسة للنيل من رموز الوطن، سيزعزع ثقة المغاربة في بلدهم و ملكهم، فهو لا يعرف قيمة هذه المؤسسات لدى المغاربة”.
وأضاف في تدوينة له: ”الملك أوجع أصحاب المصالح في خطابه الأخير، وضرب حيث يجب أن يضرب دفاعا عن المصالح العليا للوطن، و هو في ذلك يحضى بدعم شعبي واسع و كبير”.
وزاد في نص التدوينة: ”الملك عندما يضرب فهو يضرب بأخلاق الملوك، وليس كما يريد البعض اليوم في أسلوب بئيس كبؤس من حركهم و يحركهم”.
وقال البعمري: ”الفيديو المتعلق بالملك، تم نشره في نفس الوقت باليوتيوب، وعلى منصات مختلفة بنفس الدعاية الحقيرة…لو لم يكن الأمر مدبرا و مفبركا لما كان هذا النشر بهذه الكيفية و بنفس الكيفية!!! الأمر يتعلق بحسابات جزائرية”.
من جهته تساءل الصحفي المغربي المقيم بدبي، محمد واموسي، قائلا: ”كيف يمكن لمقطع أن يُنشرَ في مئات الحسابات (الجزائرية) بسرعة قياسية وبهذا الحجم وبنفس العنوان تقريبا خلال مدة وجيزة، إن لم يكن الموضوع منظما ومرتبا له بعناية وتقف خلفه أجهزة بروباغندا لدولة ودعاية منظمة؟”.
قبل أن يجيب على سؤاله في تدوينة له على ”فيسبوك” موضحا: ”كل هذه الحسابات اتفقت على موضوع واحد في العنوان “ملك المغرب وسكران”، مع أننا نعلم جميعا (وهذا ليس سرا) أن الملك يتناول أدوية، فكيف لمن يتعاطى أدوية خاصة أن يفعل ولا يخشى على صحته.. واضح جدا أننا أمام حملة تشهير منظمة وممنهجة ومتعمدة ومخطط لها سلفًا.. وذات سياقٍ موحد”.
وأضاف ذات الإعلامي المغربي في تدوينة أخرى أن ”شعبيةُ الملك وعفويته وحب الناس له تُرعبهم وتُحيرهم و ُزعجهم، لذلك هم مهوسون برصد تحركاته وتنقلاته الخاصة”.
وزاد أيضا: ” لا يستطيع ملك أو رئيس دولة أو حتى أصغر جنرال عندهم أن يسير في شارع بشكل عفوي كما في هذا المشهد فيلتفُ رعايا بلده حوله لتحيته و السلام عليه و التعبير عن حبهم له، و التقاط الصور معه.. نسجوا حوله الروايات و أطلقوا الإشاعات و حركوا ترسانة إعلامهم، فقالوا توفي و قالوا هرب و قالوا يعيش صراعات و انقسامات، بل قالوا (كذبا) إن مظاهرات خرجت ضده، فبايعه شعبهُ نكايةً فيهم دون أن يطلبَ منه”.
وأوضح واموسي أن ”محاولات فصل شعب المغرب عن ملكه هو أول المستحيلات وليس سابعها أو آخرها..” مضيفا أن ”المغاربة تربطهم بملكهم علاقة إستثنائية لا مثيل لها، و البيتُ موحدٌ تحت قيادته..و لا عزاء للحاقدين”.