إدريس العولة- وجدة
أجواء من الحزن والآسى تسود، منذ أمس الثلاثاء 13 شتنبر الجاري، داخل خيمة عزاء الطالب حسام بودهان، الذي توفي متأثرا بجروح بليغة، اصيب بها خلال الحريق المهول الذي اندلع، صبيحة الاثنين الماضي، بالحي الجامعي في مدينة وجدة.
وظهرت علامات الحسرة على وجوه أفراد أسرة الفقيد حسام، إلى درجة أن والده، بقوة الصدمة، لم يستطع أن ينبس بكلمة، بالنظر إلى حالته النفسية المهزوزة وهو يستقبل عشرات المعزين، داخل مسكنه في مدينة جرسيف.
وتلقت أسرة الطالب الدعم المادي من كافة مكونات المجتمع المغربي، بما فيهم بعض المسؤولين سواء على الصعيد الإقليمي أوالجهوي وفي مقدمتهم الملك محمد السادس، وهي مواقف خففت كثيرا من آلام وصدمة العائلة يقول عم الطالب” حسام”، في حديث لـ ”24 ساعة”.
هكذا تلقت أسرة “حسام ” خبر وفاته
في الوقت الذي كانت فيه عائلة وأصدقاء وأقارب الطالب، تعيش حالة من الترقب لمعرفة حقيقة وفاته؛ فجأة رن هاتف الوالد، ليتأكد للجميع أن ” حسام ” غادر الحياة دون رجعة، وبقيت والدته لم تصدق الخبر في بداية الأمر، ولم تتقبل أن تفقد ابنها البكر لما لا وهي كانت تعلق عليه كل آمالها، كانت تأمل أن يكبر ” حسام” وينهي دراسته الجامعية، وترى أبناءه يلعبون ويلهون أمامها هكذا إذن هي أحاسيس ومشاعر كل الأمهات.
خيم الحزن والأسى في كل أرجاء المنزل، لا صوت يعلو على صوت البكاء والنحيب، امتلأ المنزل عن آخره، بالمعزين الذين قدموا من كل صوب وحدب لتقديم العزاء لأسرة الفقيد.
بدا الحزن والألم أيضا على رفاقه من طلبة جامعة محمد الأول، الذين استيقظوا على فاجعة أخرى بذيوع خبر وفاة الطالب الثاني “حمزة” الذي فارق الحياة خلال اليوم الثاني، ليسجل يوم الاثنين 12 شتنبر من سنة 2022، يوما أسودا في تاريخ جامعة محمد الأول بوجدة.
موكب جنائزي مهيب للراحل ” حسام”
بنيت خيام العزاء بجانب منزل أسرة الفقيد واحتشد المئات من الناس ينتظرون وصول سيارة الإسعاف التي كانت تنقل جثمان “حسام”، من أجل تشييعه إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد الله بالطرش عصر أمس الثلاثاء، حيث عرفت جنازته حضورا متميزا لمختلف الشخصيات بالمدينة إضافة إلى كم هائل من المواطنين.
حسام طالب السنة الثالثة بكلية الحقوق بجامعة وجدة، يبلغ من العمر 22 سنة، يعد أكبر إخوته الثلاثة، حاز على شهادة الباكالوريا من ثانوية الزرقطوني بمدينة كرسيف سنة 2019.
عائلة حسام تشكر كل مكونات المجتمع في مقدمتهم الملك
أكد عم الطالب، محمد بودهان” خلال حديثه لـ”24 ساعة”، أن الالتفاتة التي قام بها الملك محمد السادس، خففت كثيرا من صدمة العائلة، وأن اهتمام عاهل البلاد بقضية “حسام” أشعرت العائلة أنها أمام أب حقيقي لا يدخر جهدا من أجل الوقوف إلى جانب رعاياه.
ولم يفوت عم الراحل الفرصة، تمر دون أن يتقدم بأحر تشكراته نيابة عن عائلة “بودهان” إلى كافة المسؤولين سواء على الصعيد الإقليمي والجهوي وحتى الوطني، دون أن ينسى كافة مكونات المجتمع المغربي الذين تعاطفوا بشكل ملفت للنظر مع أسرة الفقيد.