24 ساعة – متابعة
كشفت معطيات حديثة لوزارة التجهيز والماء عن تراجع حقينة سدود المملكة إلى مستويات غير مسبوقة وجد مقلقة. فقد انخفضت نسبة ملء السدود إلى 25,2 في المائة، ولم يعد مخزون المغرب من الماء يتجاوز حوالي 4 مليارات متر مكعب.
ويتضح من خلال هذه المعطيات حقينة السدود، خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، بلغت أزيد من 6,296 مليار متر مكعب، بمعدل ملء قدر بـ 39,1 في المائة. وعرف سد طنجة المتوسط أهم حقينة بلغت 2,07مليون متر مكعب، بمعدل ملء قدره 94 في المائة مقابل 82 في المائة خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.
ويأتي سد علال الفاسي في المرتبة الثانية بحقينة بلغت 5،72 مليون متر مكعب،بمعدل ملء قدره 89،7 في المائة، مقابل 87 في المائة قبل عام. وبمعدل ملء قدره 89،4 في المائة، يأتي سد شفشاون في المركز الثالث بحقينة تناهز 10،9مليون متر مكعب.
ورغن هذه الوضعية المقلقة، والتي أثرت بشكل لافت على تزويد المغاربة بالماء الصالح للشرب لاسيما من خلال إجراءات همت نقصا واضحا في الصبيب مع اتخاذ إجراءات أخرى كانت لها آثار اجتماعية كمال هو الحال بالنسبة لمحلات غسيل السيارات، إلا أن الوزير نزار بركة كان له رأي آخر خلال المجلس الحكومي.
الوزير أكد أنه رغم تراجع المخزون المائي بالسدود، فقد تمت تلبية حاجيات الماء الصالح للشرب بصفة منتظمة عبر تقوية الإمدادات انطلاقا من المياه الجوفية ومن السدود المخصصة للفلاحة، وكذلك عبر اللجوء إلى تحلية مياه البحر. وذكر وزير التجهيز والماء أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر، خاصة بأكادير، مكن من تعبئة ما يناهز 15 مليون متر مكعب من المياه منذ فبراير 2022.
سيكون من العبث اليوم أن نطارد السراب الذي ينظر إليه نزار بركة، بعدما فشل فشلا ذريعا في تدبير ملف الماء في البلاد، بالرغم من الاستراتيجيات والخطط والتعليمات الملكية الواضحة التي تعبر عن حرص خاصة لأكبر سلطة في البلاد من أجل ضمان تزويد جميع المواطنين بالماء الصالح للشرب..لكن يبدو أن رؤية الوزير تبدو قاصرة عن الاستجابة للانتظارات.
لقد أظهرت هذه التجربة التي خاضها نزار بركة في هذا القطاع أن هذا الوزير فشل المواكبة الميدانية لمختلف المشاريع التي أطلقتها الدولة، وعلى رأسها تلك الخاصة بالسدود ومحطات تحلية مياه..بل إن ما يجري اليوم في هذا الوزارة لا يتجاوز تثبيت عدد من الأسماء الاستقلالية في المناصب، حتى يستفيدوا من الكعكعة قبل أن تهب رياح تغيير بات قريبا.
ومن المفارقات العجيبة التي يمكن رصدها في هذا الشأن أنه في الوقت الذي ترفع الدولة شعار استقطاب الكفاءات، فإن الوزير يدفع بالمتقاعدين إلى تولي مناصب الخبراء، وكأن هذه البلاد أصابها عقم مزمن في إنتاج كفاءات ونخب قادرة على تدبير شؤون البلاد والعباد.