24 ساعة – متابعة
يواجه عدد كبير من الفرنسيين أزمة نقص الوقود في محطاتها بسبب إضراب نظمه عمال المصفاة التابعة لشركة “توتال” الفرنسية. وأمام التذمر الكبير، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون المواطنين إلى “الهدوء” والتحلي بـ”المسؤولية” من أجل وضع حد للأزمة.
“لا للهلع”. هذا ما قاله إيمانويل ماكرون الجمعة حيال أزمة الوقود التي تطال محطات فرنسية عديدة بسبب إضراب عمال مصفاة شركة “توتال” النفطية داعيا الفرنسيين إلى التحلي بـ” الهدوء” إزاء هذه المشكلة التي ظهرت في بعض المناطق الفرنسية. كما دعا ماكرون أيضا عمال مصفاة شركة “توتال” بالتحلي بـ”المسؤولية” رغم “مطالبهم المشروعة المتعلقة برفع الأجور”.
وقال ماكرون خلال الندوة الصحافية الختامية لقمة براغ: “أتفهم القلق الذي ينتاب العديد من مواطنينا بخصوص نقص الوقود. أريد من هنا أن أبعث رسال أدعو فيها إلى الحفاظ على الهدوء والتحلي بالمسؤولية. كل المطالب المتعلقة بالأجور مشروعة لكن لا ينبغي أن تمنع الآخرين من العيش أو من التنقل”.
وتسبب الإضراب الذي بدأ منذ عدة أيام بنقص حاد في الوقود في المحطات التابعة لشركة “توتال” النفطية. فعلى سبيل المثال، توقفت مصفاة مدينة لوهافر (شمال غرب فرنسا) والتي تعتبر من بين أكبر مصافي شركة “توتال” عن العمل إثر نداء إلى الإضراب دعت إليه نقابة “الكونفدرالية العامة للعمال” التي تطالب برفع أجور موظفي القطاع. مواقع أخرى في فرنسا وتابعة لنفس الشركة أوقفت عملها ودخلت في إضراب. الشيء ذاته بالنسبة للمصفاة التابعة للشركة الأمريكية “إكسون موبيل”.
من جهته، أكد كليمون بون، الوزير المنتدب للمواصلات أن “الحكومة في اتصال مع شركة توتال لترتيب وتسهيل الحوار بين المضربين ومسؤولي الشركة”. أما أوليفيا غرغوار، الوزيرة المنتدبة والمكلفة بالشركات الصغيرة والمتوسطة فأضافت في تصريح لقناة “فرانس أنفو” الفرنسية أننا (تقصد الحكومة) “ننتظر من الشركات أن تبذل جهودا باتجاه الموظفين، لا سيما تلك التي حققت أرباحا، كما ندعوها إلى الأخذ بعين الاعتبار مطالب العمال والتي تتعلق برفع مستوى الأجور”. لكن أوليفيا غرغوار لم تذكر اسم شركة “توتال” التي حققت 10.6 مليار دولار من الأرباح في السداسي الأول لعام 2022.
ولإنهاء الأزمة، قررت الحكومة بشكل استثنائي السماح للشاحنات التي تقل الوقود بالتنقل الجمعة من أجل “تزويد بعض المحطات بالوقود” حسب كليمون بون.
وفيما يتعلق بموظفي شركة “توتال” الفرنسية، فإضافة إلى الإضراب الذي شل مصفاة منطقة نورماندي (شمال غرب فرنسا)، فلقد توقف أيضا عمال مستودع الوقود المتواجد في منطقة “فلاندر” قرب مدينة دانكرك الشمالية عن العمل، وكذلك في المصفاة المتواجدة قرب مارسيليا بمنطقة “بوش دي رون” وفي مقاطعة “غران بويه” في منطقة (سان إي مارن). الأمر الذي حال دون خروج كميات كبيرة من الوقود من هذه المستودعات وفق “الكونفدرالية العامة للعمال”.