24 ساعة- محمد أسوار
لم يكن يتوقع زايد أيت مالك، الذي وصل مختبئا في شاحنة بضائع إلى إسبانيا. أنه ستحول من مجرد ”حراك” بدون أوراق هوية إلى بطل يتردد اسمه معانقا الذهب في منصات التتويج في العدو الريفي بأوروبا.
زايد ”احديدو” كما يحلو للبعض أن يناديه، رأى النور في أحد مداشير منطقة املشيل؛ إحدى أفقر المناطق في المغرب وأكثرها تهميشا. لذلك لم يكن طريقه مفروشا بالورود. ولم يكن نجاحه سهلا. لكن بفضل عزيمته وقوته تحول من ”هارب” عن أنظار الشرطة إلى أحد أفضل العدائين في إسبانيا في الوقت الراهن.
في 31 من دجنبر؛ حين كان العالم يحتفل بالعام الجديد سنة 2006، كان زايد في تلك الليلة يبحث عن مخبأ له عن أنظار الشرطة الإسبانية. لما لا وهو الذي وصل لتوه ”حراكا” على متن شاحنة قادما من وسط جبال الأطلس بحثا عن أفاق جديدة.
بعد أزيد من 12 سنة من المعاناة والضغوط النفسية ومن التنقل بين ألميريا وباينا؛ وافقت السلطات الإسبانية سنة 2018 أخيرا على منحه الجنسية الإسبانية. وهي النقطة التي شكلت تحولا كبيرا ستفتح أمامه أبوابا لتحقيق نجاحات كبيرة.
تطلب العبور ”غير الشرعي” لزايد وابن عمه، أزيد من ست ساعات من المغرب إلى إسبانيا. متخفيان في شاحنة لنقل البضائع، لينجحا في أن تطأ قدميهما أوروبا لأول مرة.
منذ طفولته، وبحكم ما تتميز به منطقة املشيل؛ كان زايد أيت مالك مولعا بالجري. وهو السبب الذي أنقذه ليلة 31 دجنبر من سنة 2006، من قبضة الشرطة.
أبواب المجد
بمدينة قرطبة؛ تلقى زايد الذي شعر أنه في وطنه إسبانيا، دروسه في اللغة الإسبانية ولعب كرة القدم مع جيرانه الإسبان وبدأ في التدريب على الجري.
حين فطن نادي محلي ” ميديا ليغا” لقدراته في العدو، قام باستقطابه. وحصل على شقة سكنية خاصة. كما قاموا بمساعدته في المشاركة في المسابقات المحلية وأيضا الحصول على منحة دراسية للرياضيين في قاعة المدينة. والأهم من ذلك الحصول على تصريح الإقامة سنة 2012.
بعدهاا؛ تكلف بمهمة تدريب الناشئين في النادي الذي اقترح عليه رياضة تسلق الجبل، وبدأت مسيرته في النمو إلى أن شارك في سنة 2011 في ماراثون إسباني، ليصنع مجده الأول سنة 2013 بقوزه بثاني أكبر ماراتون في إسبانيا سنة 2013.
ورغم ذلم، لم تخلو مسيرة أيت مالك من بعض العثرات رغم النجاحات الباهرة. ففي سنة 2014 اضطر للتخلي عن لقبه الأول بسبب عدم حصوله على الجنسية الإسبانية. وبالنظر إلى نتائجه الباهرة بدأ الاتحاد الإسباني يدرس وضعيته. إلا أن إجراءات بيروقراطية حالت دون ذلك ولم يحصل على الجنسية سوى سنة 2018.
نتائج مبهرة
بعد تسوية وضعيته، بدأ زايد يرسم مسيرة حافلة بالنجاحات سواء على المستوى المحلي أو العالمي، حيث حقق أرقاما قياسية في سباق الجبال على مستوى إسبانيا وأيضا على مستوى العالم.