يوسف المرزوقي- الرباط
تنطلق غدا الثلاثاء فاتح نونبر، بالعاصمة الجزائر؛ أشغال القمة العربية الحادية والثلاثين. في ظل غياب أبرز القادة العرب وأيضا على ضوء تحديات إقليمية ودولية بالغة التعقيد. أبرزها استمرار النزاعات فى عدد من الدول العربية.
وكان ولي العهد السعودي السباق إلى الإعلان رسميا عن عدم مشاركته في القمة لـ ”أسباب صحية”. لتتوالى البيانات والبلاغات الرسمية من عدد من الدول العربية الأخرى. التي حملت عدم مشاركة زعمائها في القمة.
كما بات من المؤكد غياب ملك الأردن عن القمة العربية في الجزائر؛ حسب ما جاء في بيان للديوان الملكي الأردني. مساء أمس الأحد 30 أكتوبر الجاري.
وأفاد البيان المقتضب أن ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني. سيترأس الوفد الأردني المشارك في القمة العربية بالجزائر.
كما أفادت وكالة الأنباء العمانية الرسمية، أن السلطان هيثم كلف ”صاحب السّمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي. والممثل الخاص لجلالة السُّلطان. يتوجّه غدًا إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لترؤس وفد سلطنة عُمان”.
وأوردت أن الأمير أسعد بن طارق، توجه أمس الأحد إلى الجزائر على رأس الوفد العماني. المُشارك في أعمال القمة العربية العادية. في دورتها الحادية والثلاثين. والمُزمع عقدها في العاصمة الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر المُقبل.
كما يتخلف أمير الكويت عن حضور القمة؛ حيث أعلنت وكالة الأنباء المحلية؛ اليوم الاثنين؛ أن ولي العهد مشعل الأحمد الجابر الصباح هو الذي سيترأس وفدها في القمة.
في نفس السياق؛ تأكد اليوم، رسميا، غياب أمير الإمارات عن القمة. وذكرت وكالة أنباء الإمارات”وام”: أن حاكم دبي سيغادر غدا الثلاثاء إلى العاصمة الجزائرية، لترؤس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في القمة العربية الحادية والثلاثين المقررة غداً .
وأفادت مجلة ”جون أفريك”، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سيغيب عن القمة، رغم عدم رغم عدم وجود أي تأكيد رسمي مصري على حدود الآن.
أبرز الغائبين
يتعلق الغياب خاصة إذن؛ بكل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد محمد بن سلمان. والملك محمد السادس، وملك الأردن عبد الله الثاني. ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان. وسلطان عُمان هيثم بن طارق. وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وأمير الكويت نواف الأحمد الصباح. والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد كشف هو الآخر، مساء اليوم، أن الملك محمد السادس. يتعذر عليه حضور قمة الجزائر لاعتبارات إقليمية.
خبير: النظام الجزائري في عزلة!
في هذا الصدد، قال محمد شقير الخبير المتخصص في العلاقات الدولية لجريدة”24 ساعة” الإلكترونية، إن النظام الجزائري في إطار العزلة الدبلوماسية التي يعاني منها. يحاول أن يركز دبلوماسيته على مجموعة من العوامل. سواء من خلال الضغط على بعض الدول العربية الأقل أهمية كتونس وموريتانيا وفي نفس الوقت العمل على ضرورة إنجاح القمة.
وأوضح المتحدث، أن توقيت عقد القمة، الذي يتزامن مع ذكرى العيد الوطني لاستقلال الجزائر. يجعل النظام يسعى إلى إنجاح القمة بعد استغلال رمزية هذا الموعد .
وأضاف المحلل السياسي، أن الجزائر، أيضا كانت تراهن على حضور وازن للقمة من خلال توجيه الدعوة للملوك والرؤساء. لإعطاء إشعاع وزخم للقمة المنظمة في عاصمتها مطلع نونبر القادم، مما سينعكس على دبلوماسيتها وإضفاء نوع من الحيوية عليها.
لكن، مع إعلان السعودية عدم حضورها، أعطى إشارات سلبية من الآن لفشل القمة، خاصة أن عدد من الدول الخليجية، ستسير على نهج ولي العهد الذي أعلن عدم حضوره للقمة.وهذا ما أظهره غياب زعماء ثلاثة دول عربية أخرى كلبنان والبحرين وسلطة عمان عن القمة.
وبالتالي يضيف شقير، فإن الحضور للقمة، سيكون باهتا. مما سيضرب أهداف النظام الجزائري التي كان يراهن عليها من خلال الحضور الوازن للزعماء العرب وعلى رأسهم السعودية. والتي تبعثرت وأعلن من الآن فشلها .