إدريس العولة-وجدة
بعد مرور حوالي 5 أشهر على الأحداث الدامية التي شهدها السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، والذي أودى بحياة 23 مهاجرا إضافة إلى إصابة العشرات من القوات العمومية المغربية بإصابات متفاوتة الخطورة، أعادت قناة “بي بي سي” البريطانية النقاش من جديد بخصوص هذا الحادث المأساوي، من خلال العمل على نشر مجموعة من الأشرطة المصورة التي تشير إلى كون أن غالبية ضحايا الجمعة الأسود ل 24 يونيو لقوا حتفهم في مكان تواجد القوات الإسبانية.
وكشف التقرير التلفزي للقناة المذكورة، أن جثت الضحايا تم جرها إلى المنطقة المغربية بمعبر “باريوتشينو” التابع ترابيا لإقليم الناظور التنصل من المسؤولية، وأضافت قناة ” بي بي سي ” أن الكثير من الضحايا قد فارقوا الحياة بسبب غياب الرعاية الطبية لعلاج الجروح الناتجة عن التدافع وتسلق السياج الشائك من طرف الجانب الإسباني.
واستندت القناة البريطانية في إنجاز هذا التقرير التلفزي من خلال الإطلاع على العشرات من فيديوهات كاميرات التسجيل الأمنية المتبتة بالحدود الإسبانية، حيث قامت بمعاينة دقيقة للأحداث المؤسفة التي راح ضحيتها العشرات من مهاجري جنوب الصحراء وفق ما جاء في التقرير .
وفي السياق آخر، جاء رد حكومة مدريد سريعا، حيث نفت نفيا قاطعا ما جاء في تقرير قناة ” بي بي سي” واعتبرت ذلك بمثابة إدعاءات وافتراءات لتغليط الرأي العام الدولي، وأن كل ما تم نشره لا يمت للحقيقة بصلة.
وخلق هذا التقرير نقاشا حادا لدى مجموعة من الأحزاب السياسية الإسبانية، والهيئات الحقوقية وخاصة تلك التي تعتني بشؤون الهجرة والمهاجرين، إذ من المنتظر أن تقوم لجنة برلمانية في غضون الأيام المقبلة بزيارة ميدانية لمكان الحادث وفق ما يتم تداوله لدى بعض الأوساط الإسبانية.
وكان أزيد من 2000 مهاجر غير نظامي، غالبيتهم يحملون الجنسية السودانية، حاولوا اقتحام السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو الماضي، وهو الحادث الذي خلف 23 قتيلا إضافة إلى إصابة العشرات من القوات العمومية المغربية بإصابات متفاوتة الخطورة.
وعلى ضوء ذلك، قامت مختلف الأجهزة الأمنية بجهة الشرق خلال الآونة الأخيرة بحملات تمشيطية واسعة النطاق بمكان تواجد المهاجرين الغير نظاميبن، أسفرت عن إيقاف العشرات، وهي التدخلات التي تندرج ضمن الخطط الاستيباقية التي تنهجها مختلف الأجهزة الأمنية تحسبا لأي اقتحام محتمل للسياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة.