24 ساعة-الرباط
يبدو أن وزير الفلاحة، محمد الصديقي، لا يطّلع على الدراسات والتقارير التي أصدرتها وزارته بشأن أسباب استنزاف المياه بالمغرب.
وخرج المسؤول الحكومي، أول أمس الثلاثاء فاتح نونبر الجاري، ليدافع داخل مجلس المستشارين، عن زراعة فاكهتي الأفوكادو والبطيخ الأحمر. وأكد أنهما ليستا مسؤولتين عن أي أزمة للمياه.
الغريب أن دراسة لوكالة رسمية تابعة لوزارة الفلاحة، تذهب إلى العكس تماما مما قدمه الوزير من تبريرات.
حيث تشير الدراسة التي أنجزنها وكالة الحوض المائي لسوس ماسة (سابقا)، أن البطيخ الأحمر لوحده استنزف أزيد من 10 مليون لتر مكعب.
وأوضحت الدراسة التي عرضت أمام وزيرة الماء السابقة شرفات أفيلال، وبحضور مسؤولين بارزين بوزارة الفلاحة. أن 200 هكتار من البطيخ تحتاج إلى 10 ملايين متر مكعب من مياه الري.
في نفس السياق، يرى جمال أقشباب رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، في تصريحات متطابقة لوسائل الإعلام، أن الدلاح استهلك أزيد من 130 مليون متر مكعب إلى حدود 2022. أي بمعدل حوالي 12 مليون متر مكعب سنويا وهو حجم كاف لتحقيق الأمن المائي للمنطقة.
لكن الوزير الصديقي، الذي ربما يجهل هذه المعطيات عبر عن استغرابه للأمر. فهو يرفض ربط هاتين الزراعتين بـ”شعار تصدير الماء”. وتساءل “أنا لا أعرف صاحب هذا الشعار؟”.
ويرى الوزير أن الأفوكادو لا تشغل سوى 9 آلاف هكتار. بينما لا يشغل البطيخ الأحمر سوى 19 ألف هكتار. ويتساءل: “هادشي هو لي كيضيع لينا الماء؟
في المقابل، فإن دراسة وكالة حوض سوس ماسة، تناقض ذلك. ففي منطقة زاكورة، تظهر الدراسة أن واردات فرشة “الفايجة” مثلا تقدر بـ10.34 مليون متر مكعب. في المقابل يصل حجم ما يتم استعماله يصل إلى 15.57 مليون متر مكعب.
بذلك يقدر العجز بـ5,23 مليون متر مكعب. ويستهلك القطاع الفلاحي 11.93 مليون متر مكعب. ولا يتجاوز ماء الشرب 0.8 مليون متر مكعب سنويا.
وتأتي زراعة البطيخ في مقدمة الزراعات الأكثر استهلاكا للمياه. ويمثل 58.31 في المائة مقارنة مع باقي الزراعات.
في سياق متصل، دعا الملك محمد السادس في آخر خطاب له، الحكومة الحالية إلى أخذ أزمة الماء في جميع أبعادها بالجدية اللازمة.
وطالب الملك في خطابه، شهر أكتوبر الفارط خلال افتتاح البرلمان، إلى القطع مع جميع أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول، منبها إلى أن المملكة تمر بمرحلة جفاف صعبة، “هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود”.
وقال الملك محمد السادس: ””ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول”.
وأضاف في خطابه السنوي، أن المغرب “أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي”، و”يمر بمرحلة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود”.