24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
عقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا. لقاء دبلوماسيا جديدا مع يائيل لامبرت، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل مناقشة مستجدات الملف على ضوء القرار الأممي الأخير. الذي دعا الجزائر إلى المشاركة في الموائد المستديرة.
وقبله كان ديمستورا قد عقد لقاء من وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة بالعاصمة الإيطالية روما.
الباحث و المحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح، أكد أنه وبالنظر الى سياقات هذه اللقاءات، يتضح أنها تأتي في إطار محاولات المبعوث الاممي ستيفان ديميستورا، لتنزيل مضامين قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص قضية الصحراء رقم 2654، خاصة ما يتعلق بدعوة الجزائر للمشاركه في آلية الطاولات المستديرة التي ترعاها الهيئة الأممية..
وأوضح عبد الفتاح في تصريح لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية. أن تحركات ديميستورا تأتي في ظل التعنت والرفض الجزائري للدعوات المتتالية للمجتمع الدولي، ممثلا في الأمين العام الاممي أنطونيو غوتيريس و مجلس الامن، اللذان دعياها للمشاركه في المفاوضات حول الصحراء، باعتبارها طرف رئيسي المعني بالنزاع.
و أكد الخبير أن المبعوث الاممي ستيفان ديميستورا، يبدو أنه قد لجأ الى الولايات المتحده الامريكية باعتبارها المساهم الأبرز في تمويل بعثة المينورسو، والممسكة بالقلم فيما يتعلق بإعداد مسودات قرارات مجلس الامن حول الصحراء، الى جانب كونها العضو الدائم في مجلس الأمن والمتمتعة بحق الفيتو، (لجأ إليها) للضغط على الجزائر، كون الأخيرة باتت في موقع المعرقل للجهود والمساعي الأممية الرامية لطي الملف.
و استطرد عبد الفتاح أن التطورات التي يشهدها ملف النزاع في السنوات الاخيرة، خاصة منذ تأمين المغرب لمعبر الكركرات، باتت تصب في تجاوز دور البوليساريو ضمن الحرب بالوكالة التي تشنها الجزائر على مصالح المغرب وحدته الترابية.
في حين، يضيف عبد الفتاح، يفتضح الدور الجزائري منذ دخولها في حملة تصعيد غير مسبوقة ضد المغرب. شملت سحبها لسفيرها بالرباط، وقطع العلاقات الدبلوماسية. إلى جانب غلق أجوائها في وجه الطيران المغربي. فضلا عن رفضها تجديد اتفاقية تصدير الغاز الى إسبانيا عن طريق أنبوب التصدير المار بالمغرب.
و أضاف المتحدث، أن هذا الأمر جعل المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي المكلف بالصحراء ستيفان ديميستورا. ينزل بثقله للضغط على الجزائر لأجل إشراكها في المفاوضات حول الصحراء، هي التداعيات الخطيره للنزاع المرتبطة بالوضع الأمني بمخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر. وعلاقاته بالتهديدات والمخاطر الأمنية الناجمة عن تغلغل الجماعات المسلحة. وعصابات الجريمة المنظمة في المنطقة.
و أبرز المحلل السياسي، أن هذه المخاطر سبق أن حذر منها الأمين العام الاممي انطونيو غوتيريس في تقاريره حول الصحراء. حيث أشار إلى تصاعد المخاطر الامنية. في مناطق تواجد البوليساريو. وربط بينها وبين بؤر التوتر المستعرة في بلدان الساحل.
و خلص محمد سالم عبد الفتاح، إلى أن أدوار البوليساريو المهددة للأمن والاستقرار في المنطقه باتت تصب في تغيير المقاربة الأممية حول الملف. على اعتبار أن حفظ الأمن والإستقرار الدوليين يقعان في اعلى سلم أولويات الهيئة الاممية. بما قد ينحو بالأخيرة الى تجاوز مهام الوساطة والمساعي الحميدة، الى التدخل بإجراءات عقابية مستقبلا. في حق الأطراف المعرقلة للوساطة الأممية والرافضة للإنخراط في المفاوضات.