24 ساعة- إدريس العولة
صنف اللاعب المغربي “حكيم زياش” من أبرز اللاعبين خلال مونديال قطر 2022، حيث ظهر في كل المباريات التي لعبها مع الأسود بمستوى تقني جيد نال استحسان كل متتبعي هذه التظاهرة الكروية الكبرى.
وأشادت كل الصحف والجرائد المتخصصة في كرة القدم بأسلوب لعبه وتقنياته العالية إضافة إلى الروح القتالية التي يتميز بها داخل رقعة الملعب الأمر الذي جعله محط اهتمام من قبل أكبر الأندية العالمية التي أصبحت تتنافس فيما بينها من أجل الإستفادة من خدماته.
حكيم زياش: مسار لاعب
ولد اللاعب “حكيم زياش” في 19 مارس 1993 بمدينة درونتن الهولندية، من أم وأب يحملان الجنسية المغربية وينحدران من منطقة تافوغالت التابعة إداريا لإقليم بركان، هاجرت أسرته إلى هولندا سنة 1967 بحثا عن مستقبل أفضل.
عاش ” حكيم زياش” طفولة صعبة، داخل أسرة فقيرة تتكون من 9 أشقاء، حيث يعد أصغرهم، وازدادت محنته لما فقد والده في سن مبكرة، الأمر الذي أثر على نفسيته و على مسيرته الدراسية أيضا حيث اضطر لمغادرة المدرسة في سن مبكرة، وكادت حياته أن تعرف مسارات مغايرا، ولم يجد ضالته إلا في مداعبة الكرة التي عوضته محنة اليتم والحرمان، قبل أن يجد طريقه إلى التألق بعد استماتة أمه ونصيحة ومساعدة أول مدرب له، حيث استطاع تجاوز كل الصعاب والأزمات العصيبة في حياته، وأصبح نجما، وواحدا من أحسن اللاعبين في مركزه في أوروبا.
بدأ “حكيم زياش” الذي أصبح يلقب بـ”الساحر المغربي” بمداعبة الكرة في الشوارع، واكتشف هناك موهبته مبكرا. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال “نادي ريال درونتن” الهولندي، وتدرج في العديد من الفرق هناك، حتى انتقل إلى نادي “أجاكس أمستردام” الهولندي عام 2016، ثم “تشلسي” الإنجليزي الذي يلعب في صفوفه منذ شهر يوليوز من سنة 2020.
لقب صاحب القدم اليسرى المميزة، بـ”الجوهرة المغربية”، وصنف أفضل صانع ألعاب عربي، لكنه قال “لست النجم الأكبر، أنا فقط أقوم بعملي داخل الملعب وأحاول القيام بالأفضل من أجل بلدي”.
ليس لدى عاشق “السباكيتي” من طقوس قبل المباريات، فقط يرتدي سدادات الأذن لينعم بالهدوء. وعند عزف النشيد الوطني المغربي، “ينظر للأسفل، ويحاول أن يكون مركزا ويستشعر تلك الصرخات الآتية من الجمهور”، حسب ما جاء في أحد تصريحاته.
يحمل “زياش” الجنسية الهولندية والمغربية، كما يتحدث اللغة العربية والفرنسية والهولندية والإنجليزية. ويعرف بالقليل من الاهتمامات والهوايات إحداها لعب “البلياردو”، ومن المعروف عنه أنه يهرع إلى النوم كلما شعر بالحاجة إلى التخلص من التوتر.
كما يقدر كثيرا أن أخته هي أكبر مشجع له في عائلته، ويدين بالفضل لوالدته التي وقف حين فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الهولندي، وسط قاعة الحفل، وقال عنها “هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا.. هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم”.
وليد الركراكي يقف ضد قرار اعتزال حكيم زياش دوليا
كان حكيم زياش، قد اتخذ قرار الاعتزال دوليا، بسبب خلاف مع المدرب السابق للمنتخب المغربي ” خاليلوزيتش” وكاد المنتخب المغربي أن يحرم من خدمات هذا اللاعب.
إلا أن مجيء المدرب وليد الركراكي، ودعوة حكيم زياش إلى حمل قميص المنتخب المغربي جعله يتراحع عن قراره و يلبي نداء الوطن، وهذا ليس بغريب عن لاعب رفض حمل قميص المنتخب الهولندي وفضل الدفاع عن ألوان وطنه الأصلي.
حكيم زياش من مبدع داخل المستطيل الأخضر إلى محب لفعل الخير في المجتمع
يعد اللاعب ” حكيم زياش” من الأبطال الرياضيين المغاربة الذين يستهويهم فعل الخير والبر ومساعدة المحتاجين في المغرب وكذا بعض الأندية الرياضية، حيث قام وفي أحيان عديدة بعدة مبادرات إنسانية من أجل تخصيص مبالغ مالية مهمة من ماله الخاص لفائدة الأسر المحتاجة، إذ ومنذ التحاقه بصفوف المنتخب المغربي فكل المكافآت والمنح المالية التي كان يتلقاها من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يرفض أن تمر إلى حسابه الشخصي بل كان يتبرع بها إلى الجمعيات الخيرية وفق ما جاء في تقرير مفصل نشرته صحيفة ” ذا صن ” الإنجليزية.
وكانت آخر هذه المبادرات الإنسانية ، لما قرر اللاعب ” حكيم زياش” التبرع بكل المنح المالية التي خصصتها له الجامعة خلال مشاركته المتميزة بمونديال قطر 2022 لفائدة الفقراء، وتقدر هذه التبرعات بحوالي 300 مليون سنتيم.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مقربة من اللاعب ” حكيم زياش” أن السبب الذي دفعه إلى الجري وراء فعل الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء، يعود بالأساس إلى تذوقه مرارة الفقر والحرمان لما كان طفلا صغيرا وخاصة بعد فقدان والده.