24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
بعد أشهر من أزمة صامتة، شكلت الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية الأسبوع الماضي إلى الرباط . منعطفا جديدا في العلاقات بين البلدين.
قالت وزيرة الخارجية الفرنسية. إن موقف بلادها من النزاع المفتعل في الصحراء المغربة. “لم يتغير، وإنه يمكن للمغرب أن يعتمد على دعم فرنسا”.
وأضافت كاترين كولونا. خلال مؤتمر صحافي مشترك في الرباط مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة “بخصوص مخطط الحكم الذاتي، فإن موقفنا يدعم المغرب. وقد أظهرنا ذلك في الأمم المتحدة حتى في الوقت الذي كنا فيه الوحيدين الذين لديهم الإرادة لتطوير بعض الأفكار”.
باريس متوجسة من تنويع الرباط لشركائها الاقتصاديين
المحلل والخبير في ملف الصحراء. محمد سالم عبد الفتاح. يرى ان تبنّي فرنسا لخطاب متّسم بالغموض. إزاء قضية الصحراء. يأتي في سياق توجسها من تنويع الرباط لشركائها الاقتصاديين وانفتاحها على قوى دولية أخرى. نظراً إلى الأدوار المهمة. التي بات يلعبها المغرب في عمقه الإفريقي. لا سيما في مناطق كانت تُعدّ ضمن نطاق النفوذ الفرنسي”.
كما أن إبداء الرغبة في دعم الموقف المغربي من النزاع على لسان وزيرة خارجية فرنسا، ومن الرباط.. يضيف رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان. والتأكيد مجددا على موقف فرنسا المساند لمقترح الحكم الذاتي. الذي تقدمه الرباط حلال لنزاع الصحراء. قد يؤشر على خطوة فرنسية جديدة في صالح الرباط.
ويستطرد عبد الفتاح،أن خصوم المغرب “حاولوا بدورهم ركوب حالة الفتور التي انتابت العلاقات المغربية الفرنسية. من خلال ابتزاز الموقف الفرنسي عبر إعمال إمدادات الغاز. فضلاً عن تلويحهم بالانحياز إلى خصوم فرنسا في الأزمات المستعرة التي تشهدها بلدان مجاورة. شهدت تدخلات فرنسيةً من قبيل مالي وبوركينا فاسو”.
التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخراً عززت ثقة الشريك الفرنسي في المغرب.
إلا أن مجمل التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخراً، يضيف المتحدث، “عززت ثقة الشريك الفرنسي. ومن خلفه مجمل الشركاء الأوروبيين في المغرب. برزانة الرباط في التعاطي مع شركائها وحلفائها الإستراتيجيين. حتى حينما يتعلق الأمر بملفات تشهد مواقف متباينةً معهم، بعكس خصوم المغرب. الذين أبانوا عن مواقف متشنجة وغير مسؤولة قوّضت ثقة الفاعليين الدوليين بهم”.
ما يحسم الموقف الفرنسي في رأي المحلل السياسي، محمد سالم عبد الفتاح. هي المقاربة الدبلوماسية للملك محمد السادس. “المتسمة بالندّية والصرامة إزاء شركاء المغرب وحلفائه الإستراتيجيين. جاعلةً من قضية الصحراء بمثابة النظارة التي يرى من خلالها المغرب الخارج”. والتي أفضت بكافة الراغبين في الحفاظ. على علاقات جيدة مع المغرب “إلى الخروج من دائرة الغموض بخصوص الموقف من نزاع الصحراء. والتصريح بمواقف واضحة مؤيدة لمغربيتها”.
يرى عبد الفتاح، أن فرنسا تراهن اليوم على الشريك المغربي كونه منصةً استثماريةً واعدةً. “لا سيما بالنظر إلى التغلغل المغربي الاقتصادي في القارة الإفريقية. والأدوار المهمة التي بات يضطلع بها إقليمياً.
خاصةً على المستويات الاقتصادية والأمنية والطاقية. ما يفرض على أي متدخل في المنطقة، حسب المتحدث، “الحفاظ على علاقات ودية ومتينة معه.