في خطوة مفاجئة، أقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، وعين محله مدير وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو.ترامب قال في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر”: “مايك بومبيو، مدير المخابرات، سيصبح وزير الخارجية الجديد، سيقوم بعمل رائع ! شكرًا لريكس تيلرسون على خدمته!”.
وفي ظل تقارير إعلامية عن خلافات بين ترامب وتيلرسون، لا سيما بشأن سبل التعامل مع إيران وكوريا الشمالية، قال متحدث باسم وزير الخارجية المقال إن تيلرسون علم بإقالته عندما قرأ هذه التغريدة.الوزير الجديد بومبيو (54 عاما)، ولد في مدينة أورانج بولاية كاليفورنيا (غرب)، يوم 30 ديسمبر 1963.وبومبيو هو ضابط مخابرات وسياسي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، ويعتبر من صقور إدارة ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير 2017.بدأ بومبيو مساره المهني في الخدمة بالجيش الأمريكي (1986- 1991)، ثم التحق بكلية “هارفارد” للقانون، عام 1994، وبعد تخرجه عمل محاميا لدى شركة “ويليامز آند كونولي” للمحاماة.
وفي عام 1998، اقتحم بوبميو مجال الاستثمار، وأسس شركة “ثاير إيروسبيس”.بعدها، خاض تجربة الانتخابات، وأصبح عضوا في مجلس النواب عن ولاية كانساس (الغرب الأوسط) بين عامي 2011 و2017.وباختيار من ترامب، عمل بومبيو مديرا لوكالة المخابرات المركزية منذ 23 يناير 2017.وفي فبراير 2017، سافر بومبيو إلى تركيا والسعودية، حيث التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبحثا تطورات الأوضاع في سوريا، ومكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، ثم التقى ولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف.ولبومبيو مواقف سياسية يُعتبر بعضها مثيرا للجدل، وأبرزها ما يخص القضايا التالية:
الإسلاموفوبيا
في كلمة ألقاها عام 2013، ونقلتها صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، قال بومبيو إن “القادة المسلمين الذين لا ينددون بالإرهاب الذي يتم تنفيذه باسم الإسلام، ربما يكونوا متواطئين في تلك الهجمات”.وأضاف: “عندما تكون معظم الهجمات الإرهابية المدمرة، التي شهدتها الولايات المتحدة في العشرين عاما الماضية، نفذها منتمون إلى دين واحد، وتُنفذ باسم ذلك الدين، فإن ثمة التزام خاص يقع على عاتق قادة الدول الذين يمثلون ذلك الدين”.
واعتبر أنه “يتعين على القادة المسلمين أن يعلنوا أنه لا مبرر للإرهاب، وإدانة علماء الدين المسلمين الذين يسعون إلى تبرير الإرهاب”.هذه التصريحات أثارت استنكار مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير)، الذي دعا بومبيو إلى التراجع عنها، واصفا إياها بـ”الخاطئة وغير المسؤولة”.
وخلال حملته الانتخابية لمجلس النواب، عام 2010، نشر أحد مساعديه على “تويتر” رابطا لمقال يصف منافس بومبيو، الديمقراطي من أصل هندي، راج غويل، بأنه “صاحب عمامة”.وقد اعتذر بومبيو عن هذه التغريدة، لكن حملته واصلت حث الناخبين على التصويت لـ”الولايات المتحدة الأمريكية”، في تشكيك بولاء غويل.
إسرائيل
في نوفمبر 2015، زار بومبيو إسرائيل، وأعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو “شريك حقيقي للشعب الأمريكي”.ونقلت عنه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلة أيضا القول إنه “في إطار محاربة الإرهاب يعتبر التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة أمر لا مفر منه”.وتابع: “يجب أن نقف مع حليفتنا إسرائيل، وأن نكافح الإرهاب .. الهجمات المستمرة من جانب الفلسطينيين تعمل فقط على إبعاد آفاق السلام”.
إيران
أبدى بومبيو رفضه للاتفاق النووي، الموقع بين إيران والقوى الكبرى، عام 2015، واصفا إياها بـ”الكارثي”.
ونقلت عنه صحيفة “هافنغتون بوست” القول: “أتطلع إلى أن يتم التراجع عن ذلك الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”.
كوريا الشمالية
يرى بومبيو أنه من الضروري تغيير النظام في كوريا الشمالية.ففي يوليو 2017، نقلت عنه صحيفة “ذا هيل”: “سيكون أمرا رائعا أن يتم نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لكن الأمر الأكثر خطورة في ذلك الوضع هو الشخص الذي يمسك بزمام الحكم هناك حاليا”.
روسيا
في نوفمبر 2017، قال بومبيو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، إن “روسيا غزت واحتلت أوكرانيا، وتهدد أوروبا، ولا تفعل شيئا بالمرة في المساعدة في هزيمة داعش”.كما قلل من شأن المعلومات التي تتحدث عن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب، الذي فاز على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، عام 2016.لكن عندما أعلن ترامب تصديقه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن نفيه التدخل في الانتخابات الأمريكية، وقف بومبيو بحزم مؤيدا التقديرات الأمريكية بشأن تدخل موسكو.ويعتبر بومبيو من صقور التيار المناوىء لموسكو، ووصف بوتين بأنه “زعيم خطر”.
السجون
يرفض بومبيو إغلاق معتقل غوانتانامو، وانتقد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما (2009- 2017) فيما يتعلق بقراراها إغلاق “السجون السرية” التي تديرها المخابرات الأمريكية في الخارج.وبعد صدور تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي حول التعذيب، دافع بومبيو عن المخابرات الأمريكية بقوله إن “القائمين على المعتقل من رجل ونساء ليسوا جلادين، وإنما وطنيين، ويتصرفون في إطار القانون والدستور”.تصريحات ومواقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد في الملفات السابقة وغيرها تضعه ضمن صقور إدارة ترامب، وهو ما سينعكس على طبيعة أداء وزارة يُفترض أن تعتمد على الدبلوماسية والقوة الناعمة.