أسامة بلفقير – الرباط
حمل إعلان مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن المنظمات الدولية ميشيل سيسون رسائل قوية حول الدور الذي يلعبه المغرب في تحقيق الأمن والسلام العالميين.
فمن جهة، تقدر الولايات المتحدة عاليا الدور الريادي في تحقيق السلام والأمن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
فضلا عن ذلك، تبدي المملكة تعاونا كبيرا مع الهيئات الأممية من خلال استضافة مكاتب ما لا يقل عن 21 وكالة تابعة للأمم المتحدة، والتي تتحدث في حد ذاتها عن الدور الأساسي للمملكة كقائدة إقليمية والتزامها بالدبلوماسية المتعددة الأطراف.
لقد أرادت ميشيل سيسون تسليط الضوء على مدى تقدير إدارة بايدن الكامل لمساهمات المملكة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم. لذلك، فقد عبر ميشيل سيسون عن سرورها لوجودها في المغرب، أحد أقرب وأقدم حلفاء الولايات المتحدة.
كما رحبت سيسون بالمناقشات الإيجابية والمثمرة التي أجرتها مع الوزير ناصر بوريطة فيما يتعلق بالتزام المغرب والولايات المتحدة بصون السلم والأمن. وفي هذا الإطار جددت ميشيل سيسون دعم الولايات المتحدة لخطة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية.
في الواقع، ينبغي وضع هذه التصريحات في مستوى سياقها ووزنها الدبلوماسي. فالزيارة في حد ذاتها هي احتفاء بماض وحاضر ومستقبل عنوانها التعاون الوثيق والشراكة الاستراتيجية والصداقة عمرها قرون لم تتزعزع وتذكرنا بأن البلدين وجدا نفسيهما دائمًا على نفس الجانب من التاريخ. سواء كانت الحرب العالمية الثانية أم الحرب الباردة مكافحة آفة الإرهاب أو تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.
في هذا السياق، لابد أن نشير إلى أهمة التذكير بالدور القيادي لجلالة الملك في تعزيز السلام والأمن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك الدور الجوهري الذي تلعبه المملكة ضمن مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم. هذا الموقف الذي كرره المسؤول الأمريكي يندرج في إطار شراكة تاريخية لم تتوقف أبدا عن ترسيخها في مختلف المجالات.
إن قراءة هذه المواقف في سياق أزمة دبلوماسية متجددة مع شريكة يصف نفسه بالاستراتيجي بالنسبة للمغرب يحيلنا في واقع الأمر على سلوكات بعيدة عن علاقات الأصدقاء بقدر ما أنها سلوكات موغلة في منطق استعماري متجاوز.
والواقع أن الدولة الصديقة والشريك الاستراتيجي الحقيقي هي التي بسيادة المغرب على صحرائه، وقطعت مع المنطقة الرمادية التي تحاول فرنسا اليوم أن تستغلها من أجل مصالحها..تارة بالتقرب إلى الجزائر، وتارة أخرى بمحاولة التودد إلى الرباط..لكن يبدو أن موقف المغرب الحاسم بضرورة أخذ مواقف واضحة في قضية الصحراء المغربية وضع هذه الدولة أمام امتحان صعب على غموضها.