24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تنعقد أشغال القمة الثنائية رفيعة المستوى بين المغرب وإسبانيا، مع مطلع شهر فبراير المقبل، بعد غياب طويل يعود الى سنة 2015، وبعد عام تقريبا على عودة الدفء الى العلاقات بين المملكتين الجارتين. بعد أزمة ثنائية، انتهت بإعلان مدريد شهر مارس الماضي، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. التي يقترحها المغرب كتسوية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية .
في هذا الصدد، أكد الباحث والمحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح، في تصريح خص به جريدة “24 ساعة“. أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانشيز المرتقبة الى الرباط، والتي تأتي في إطار انعقاد اللقاء السنوي المغربي الاسباني، الذي لم يعقد منذ سنوات. من شأنها أن تعزز التقارب المغربي الإسباني، كما من شأنها أن ترسخ موقف مدريد المتزن إزاء قضية الصحراء. من خلال إعلانها دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
القمة مناسبة لمعالجة بقية الملفات التي لاتزال عالقة بين البلدين
ويرى عبد الفتاح أن القمة المغربية الإسبانية، ستكون مناسبة لمعالجة مجموعة من الملفات الهامة. التي تزال عالقة بين الرباط ومدريد، سيما تلك المتعلقة بترسيم الحدود البحرية. أو في ما يتعلق بالشراكة في إدارة الأجواء في الأقاليم الجنوبية المغربية.
كما ستشكل القمة فرصة للتصدي لمناورات خصوم المغرب الهادفة لممارسة الابتزاز على اسبانيا، بسبب تغير موقفها من قضية الصحراء لصالح المغرب. بحيث باتت مدريد عرضة لعملية ابتزازعكف عليها خصوم المغرب. وعكفت عليها الجزائر بالذات. والتي لم تتردد في توظيف مجموعة من الملفات، كملف امدادات الغاز، و ملف العلاقات التجارية، وعرقلة المبادلات التجارية مع مدريد. ورغم هذا الإبتزاز الذي تعرضت له إلا أن مدريد متمسكة أكثر بموقفها الداعم للمغرب. ومتمسكة بالشراكة الإستراتيجية التي تجمعها به. والتي تشمل مجموعة من القطاعات الهامة والحيوية والحساسة. مثل ملف الاستثمار وملف التنسيق الأمني والهجرية السرية ومكافحة الإرهاب وغيرها.
القمة ستتيح لمدريد لعب دور هام في تعزيز الشراكة المغربية الأروبية
القمة المغربية الإسبانية تنعقد أيضا في سياق الانحراف الذي شهده موقف البرلمان الأوربي مؤخرا إزاء المغرب. لذلك من شأن هذه القمة ، يؤكد محمد سالم عبد الفتاح، أن تتيح لإسبانيا لعب دور مهم في تعزيز الموقف الأوربي الداعم للمغرب، وتحصين الشراكة المغربية الأوربية. نظرا لموقع اسبانيا الاستراتيجي ضمن كل هذه الشراكات. فهي الجار الأقرب للمغرب. وهي الشريك التجاري الأكبر من بين دول الإتحاد الأروبي.
وخلص المتحدث إلى أن إسبانيا ومن ورائها بقية دول الاتحاد الأروبي تعول بشكل كبير على الشراكة مع المغرب، باعتبار الموقع الاستراتيجي للمغرب ضمن المعادلة الإقليمية. و باعتبار الأدوار الاستراتيجية الهامة التي يلعبها المغرب في محيطه وجواره الإقليمي و عمقه القاري، لان هناك ملفات حساسة وفي مقدمتها ملف أنبوب الغاز والوقوف على مدى تقدم مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري باعتبار دوره في تحقيق الأمن الطاقي لبلدان الاتحاد الاروبي.