24ساعة-الرباط
بعد حالة اليأس التي عاشها مزارعو مختلف المناطق، بسبب توالي الجفاف فيي السنوات الأخيرة وتدهور الفرشة المائية، إلا أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها البلاد، أنعشت آمال الفلاحين وكان لها وقع إيجابي على حقينة السدود.
وستساهم التساقطات المطرية الغزيرة التي عمت معظم مناطق البلاد في إنعاش الدورة الزراعية للموسم الفلاحي الحالي، والرفع من منسوب مخزون المياه بالسدود والفرشة المائية.
في هذا الصدد، قال الخبير الدولي في البيئة وتغير المناخ، محمد بهناسي، في تصريح لجريدة “24 ساعة”، إن هطول الأمطار ساعد على ملء السدود بمستوى لا بأس به مقارنة بالسنوات الفارطة، وتقليل المخاوف لدى المزارعين والمسؤولين المغاربة من موسم زراعي آخر ضربه الجفاف ومازالت أخطاره تهدد الموسم الحالي بعد شح الأمطار لسنوات.
وأضاف بهناسي أن هذه التساقطات المطرية تعطي إشارة إلى أن المغرب خلال الشهور المقبلة لن يجد أية مشاكل فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب، خاصة في بعض المدن التي عانت من شح المياه كالدار البيضاء ومراكش وغيرها من المناطق.
مشيرا إلى أن هناك وقع إيجابي على المردودية الفلاحية لهذا الموسم، مما سيخلق وضع إقتصادي وإجتماعي إيجابي في بعض المناطق التي عرفت بعض التوترات والصراعات على الموارد إضافة إلى الهجرة إلى المدن وتراجع مدخول الأسر والقدرة الشرائية خاصة مع إرتفاع أسعار المواد الفلاحية والطاقية.
ويرى الخبير البيئي، أنه رغم التساقطات المطرية المهمة يجب اتخاذ إجراءات للحفاظ على الموارد المائية والتحسيس بأهميتها والحفاظ عليها.
وفي ظل هذه الوضعية، يرى بهناسي، أنه يستوجب تعبئة كل الموارد المائية المتاحة والتسريع في بناء منشآت تحلية، مياه البحر ومعالجة المياه العادمة وتوجيه النشاط الزراعي، وترشيد استعمال الماء في كل مناحي الحياة اليومية، من أجل استباق كل السيناريوهات المحتملة في ظل تراجع التساقطات المطرية السنوية خلال السنوات الأخيرة، والتي لا يمكن سد خصاصها بهذه التساقطات الأخيرة.