استعان المغرب بالقمر الاصطناعي “محمد السادس” الذي تم إطلاقه مؤخرا، في عمليات رصد تحركات جبهة البوليساريو بمناطق بعيدة عن الجدار العازل وقريبة من تيفارتي وبئر الحلو والكركرات والمحبس.
وقد تمكن القمر الاصطناعي “محمد السادس” من رصد إقدام عناصر من ميليشيات البوليساريو على زرع خيام وتنظيم وقفات احتجاجية بمنطقة المحبس، على بعد كيلومتر واحد من الجدار العازل؛ وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إيفاد تعزيزات عسكرية رفيعة شوهدت تتجه نحو مدينة العيون، ابتداء من يوم الأحد، وتضم العديد من الشاحنات العسكرية المحملة بعناصر من الجيش المغربي إضافة إلى معدات عسكرية أخرى، في رسالة قوية مفادها أن الرباط مستعدة لجميع الاحتمالات، بما فيها الخيار العسكري.
كما تمكن القمر الاصطناعي المغربي من رصد عملية اقتحام كتيبة من المسلحين التابعة «للبوليساريو»، يوم الخميس الماضي، لأطراف من آسا الزاك، حيث قامت بإنزال عتاد عسكري وتشييد معسكر بالخيام والخنادق المحفورة في الأرض والمبنية بأكياس الرمل، وذلك بهدف إلى جر القوات المسلحة الملكية إلى مواجهة، قبيل صدور قرار مجلس الأمن المتعلق بالتجديد السنوي لعمل «المينورسو».
هذا وقد تلقت قوات المشاة والدرك الحربي تعليمات برفع درجة الاستنفار، إذ وضعت الوحدات العسكرية الخاصة على أهبة الاستعداد تحسبا لكل الاحتمالات ولمنع عناصر ميليشيات “البوليساريو” من التحرك بكل حرية بمناطق جديدة رصدها القمر الاصطناعي “محمد السادس”.
وكانت عملية إطلاق القمر الصناعي المغربي، الذي يحمل اسم “محمد السادس A” من المركز الفرنسي للفضاء بـ”غويانا”، قد تمت بنجاح في حدود الساعة الواحدة صباحا و43 دقيقة بتوقيت غرينتش، من يوم الأربعاء 08 نونبر 2017.
وقد تم تطوير هذا القمر الصناعي لمراقبة التراب الوطني، وتم تصنيعه من قبل الشركتين الفرنسيتين “تاليس أيلينيا سبايس” و”إيرباص ديفانس أند سبايس”. حيث يستخدم أساساً في المسح الخرائطي والتخطيط الترابي، ورصد الأنشطة الزراعية، والوقاية وتدبير الكوارث الطبيعية، ورصد التطورات البيئية والتصحر، إضافة إلى مراقبة الحدود والساحل البحري.