24ساعة-متابعة
لاينفك النظام الإيراني عن تزويد العديد من الدول والكيانات بالطائرات المسيرة، وهو الأمر الذي خلف ويخلف ردود الفعل الغاضبة، حيث حذر الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد القدس للأمن والاستراتيجية، أليكس غرينبرغ، من أن تصدير النظام الإيراني للطائرات المسيرة “الدرونات” إلى الفاعلين الخطأ سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار ليس فقط بالمنطقة، بل، وكما أظهرت حرب بوتين بأوكرانيا، على العالم بأسره.
وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد القدس للأمن والاستراتيجية، أليكس غرينبيرغ في مقال نشره موقع ‘فاتهوم” الإخباري، إن الطائرات المسيرة والصواريخ تشكل جزءا لا يتجزأ من سباق إيران نحو القوة، وهذا الأمر يساعد النظام على تنفيذ سياساته الإقليمية من خلال دعم وكلاء إرهابيين ودعم القلاقل والنزاعات.
وأبرز أن النظام الإيراني، راهن على الطائرات المسيرة كسلاح عسكري استراتيجي، وذلك لكون أن هذه الأخيرة أقل كلفة بكثير من الطائرات المقاتلة التقليدية، إلا أن قدراتها على تنفيذ هجمات خلف خطوط العدو يجعلها حديثة ومطلوبة بشكل كبير للرئيس بوتين، كما أن تصدير هذه الطائرات المسيرة إلى وكلاء إرهابيين يشكل جزءا من استراتيجية إنتاج هذه الطائرات بإيران منذ اليوم الأول. كما تتيح الديبلوماسية الإيرانية في مجال المسيرات للنظام توسيع قاعدة نفوذه في المنطقة.
وأبرز المتحدث نفسه، أن المرحلة القادمة سوف تشهد استعمال البوليساريو لهذه المسيرات هو أن هذه الأخيرة وبعدما أعلنت عن خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة وإعلانها الحرب على المغرب، قد فشلت فشلا درعيا من الاقتراب من الجدار الأمني المغربي، لذلك فهي تسعى لاستعمال هذه الطائرات لتجاوز عائق هذا الجدار الذي جعلها محصورة بشكل كبير داخل الأراضي المحسوبة على الجزائر.
ويقول غرينبرغ، إن إيران قدمت الطائرات المسيرة لحلفائها بجميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما، لحزب الله بلبنان، والحوثيين في اليمن، ولحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ولحركة حماس بغزة، فضلا عن الميلشيات الموالية لإيران بكل من سوريا والعراق. كما تقوم فينزويلا كذلك بتجميع المسيرات الإيرانية، وقد أثارت التقارير الأخيرة حول تزويد جبهة البوليساريو بالجزائر بطائرات مسيرة إيرانية مخاوف بشأن الاستقرار في شمال إفريقيا. وبينما كانت المسيرات الإيرانية تغذي الصراع والفوضى بالمنطقة منذ 2017، وإلى غاية توريد الطائرات المسيرة الإيرانية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، كل هذا يحدث تحت أعين وسائل الإعلام الغربية وصناع القرار.
وأَضاف أنه من الأمثلة حول أعمال إيران لزعزعة الاستقرار الإقليمي خلال السنوات الخمس الماضية، استخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات مدبرة من طرف إيران، عبر المتمردين الحوثيين باليمن، ضد التحالف الذي تقوده السعودية. حيث شن الحوثيون سلسلة من الهجمات في 23 مارس 2017 من خلال إسقاط طائرات مسيرة غير مسلحة على منظومة الدفاع الصاروخي أرض- جو “باتريوت” تابعة للتحالف. ومنذ ذلك الحين قام الحوثيون بنشر، على مساحات واسعة، العديد من الطائرات المسيرة المصنوعة في إيران مزودة بشحنات متفجرة. وفي 14 شتنبر 2019 استعمل الحوثيون طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة منشأتي نفط في بقيق وخريص بالمملكة العربية السعودية، والتي تعرف باسم هجمات أرامكو.
وأَضاف أنه في 30 يناير 2022، ضرب الحوثيون فرقاطة سعودية في البحر الأحمر باستخدام زورق مسير. وفي 20 نونبر 2022 هاجمت طائرات مسيرة تابعة للحوثيين سفينة تجارية في محطة للنفط. وفي الأول من يوليوز 2022، أسقط الجيش الإسرائيلي 3 طائرات مسيرة تابعة لحزب الله حين كانت تحاول الاقتراب من حقل غاز كاريش.
كما أن إيران تستخدم طائرات مسيرة هجومية مباشرة دون اللجوء بالضرورة إلى ميليشياتها مثل الحوثيين أو حزب الله. إذ أكد جيش الدفاع الإسرائيلي أن إيران حاولت إرسال أسلحة نارية وذخيرة إلى غزة باستخدام طائرة مسيرة.