طنجة-قمر خائف الله
نظمت أربع هيئات مغاربية مدنية وأكاديمية بتقنية التناظر الرقمي مساء أمس السبت ندوة تحت عنوان “65 عاما عن “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟ والتي سجلت حيوية مكثفة على مستوى التعاون بين دول المنطقة المغاربية في مجالات العمل الجمعوي رغم الحواجز السياسية”.
ودعا الأمين العام لاتحاد المغرب العربي نخبة من المثقفين والشخصيات الاعتبارية، المؤمنة بضرورة تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، بهدف الاستفادة من ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وفرص تكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع.
ووفق ما جاء في بيان مشترك تم خلال هذه الندوة التركيز على استشراف المستقبل، إنطلاقا من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في أفريل 1958 بطنجة، حيث توجه المشاركون بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق مع العديد من الجهات الفاعلة من أجل بلورة “رؤية استراتيجية جديدة” تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز “المغرب الكبير”.
ووفق المصدر ذاته، أوصى المشاركون بأن تأخذ “الرؤية الجديدة” بعين الاعتبار التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات المناخ وتطور المعرفة والتقنيات ولاسيما الرقمنة.
إلى جانب هذا تمت إعادة الاعتبار للفكرة المغاربية خلال هذا اللقاء، حيث أكد المشاركون على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال والفكرة المغاربية، والتي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
ودعوا إلى التركيز على فرص إحياء المشروع المغاربي والتوعية بفوائده والتعريف بمزاياه لدى الأجيال الصاعدة، في مواجهة الانتكاسات والخيبات والتراجعات المسجلة على امتداد عقود من الزمن.
وفي نفس السياق دعا المشاركون في الندوة إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك نخب وفعاليات وهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني، في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف تطوير وترسيخ التراكم والتجارب المغاربية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية (الشباب، المرأة، الطفولة..) والمهنية والجامعية والإعلامية.
وفي الختام أوصى المشاركون في هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية للتواصل والتنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من روح مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة في ذكراه الخامسة والستين، تحت مسمى “منتدى طنجة المغاربي”.