وجدة-إدريس العولة
سجلت الأشهر الأولى من السنة الجارية، تزايدا كبيرا لأعداد المهاجرين الغير نظاميين الوافدين على شبه الجزيرة الإيبيرية وجزر الباليار، على متن قوارب الموت إنطلاقا من السواحل الجزائرية، حيث ارتفعت النسبة إلى حوالي 29 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية إسبانية.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أول أمس الثلاثاء، عن أحدث البيانات المتعلقة بظاهرة الهجرة السرية، حيث كشفت هذه البيانات ان مافيات الاتجار في البشر، أصبحت تبحث عن بدائل، في ظل تعزيز سيطرة الشرطة المغربية على السواحل الأطلسية للمملكة، الأمر الذي أدى إلى تقليص الحريگ عبر طريق الكناري بنسبة 51.5 في المائة.
وحسب التقارير ذاتها، وصل إلى البر الإسباني، خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية 254 قاربا، بزيادة 17 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث سجلت التقارير وصول 2954 حراگ، مقارنة بـوصول 2291 مهاجرا غير شرعي، في نفس الفترة من عام 2022.
وفي السياق ذاته، أضحت الشواطىء الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، قبلة مفضلة للحالمين في الهجرة نحو الضفة الشمالية من مختلف الجنسيات، في ظل وجود شبكات منظمة تنشط بشكل مكثف بالشواطىء الجزائرية، بالنظر إلى الإمكانيات اللوجيستيكية الكبيرة التي تتوفر عليها، دون الحديث على الحماية التي توفرها السلطات الجزائرية لهذه الشبكات، التي تتوفر على سماسرة ووسطاء بالعديد من الدول المصدرة للمهاجرين، ويتراوح ثمن الرحلة من الجزائر إلى الشواطىء الإسبانية ما بين 6 آلاف و7 آلاف أورو للشخص الواحد.
وقالت مصادر موثوقة لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، من مدينة وهران أن المئات من المهاجرين بما فيهم مغاربة ينتظرون دورهم لركوب قوارب الموت في إتجاه شبه الجزيرة الإيبيرية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن أعضاء شبكة التهجير يضمنون الإقامة للراغبين في الهجرة حيث يتم تكديسهم في شقق ومنازل بعدة مدن جزائرية أمام أعين السلطات، في إنتظار تهجيرهم، وقد نتجاوز مدة الانتظار في بعض الأحيان 4 أشهر.