الرباط-وفاء اليعقوبي
تلاحق وزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد، اتهامات جديدة، بشأن طريقة إدارته لملف التوظيف في مناصب عليا في وزارته. ويتعلق الأمر بكل من منصب المفتش العام بقطاع وزارة الثقافة، ومنصب مدير الشباب بقطاع الشباب.
إحكام الهيمنة على القطاع
ويواصل بنسعيد،سعيه الحثيث لإحكام هيمنته على القطاع بوضع مقربين منه على رأس مديريات ومؤسسات تابعة لوزارته .
وآخر ما أقدم عليه الوزير البامي فتح باب الترشيح لتولي منصبين بوزارته بقطبيها، الثقافة والاتصال. وهما منصب المفتش العام بقطاع وزارة الثقافة، ومنصب مدير الشباب بقطاع الشباب.
وإذا كان مثل هذا الإعلان خطوة عادية لشغل وظائف سامية جرت العادة بها في عدد من الوزارات، إلا أن الشروط التي وضعها بنسعيد لتولي منصب الكاتب العام للوزارة بقطبيها الثقافة والاتصال تطرح أكثر من سؤال.
شرط الإجازة فقط لتولي المنصبين
مصدر مطلع أوضح لجريدة “24ساعة” أن الاقتصار على شرط الإجازة لتولي المنصبين خطوة “غير مسبوقة” تشكل إساءة للقطاع، غير أن “غرابة” شرط بنسعيد سرعان ما تتبدد إذا علمنا الأسماء الموعودة بتولي المنصبين. ويكشف المصدر ذاته أن الوزير يعمل منذ مدة ليست بالقصيرة على تأهيل موظفة بوزارة الثقافة حاصلة على ديبلوم الإجازة فقط لتولي مسؤولية الكتابة العامة للوزارة (قطب الثقافة)، فيما يسير في اتجاه تعيين موظف بلغ التقاعد في نفس المنصب في قطب الاتصال .
زلات وأخطاء بالجملة
ويبدو أن بنسعيد الذي أقدم فنان مسرحي على الانتحار أمام مقر وزارته ليرحل عن هذه الدنيا متأثرا بحروقه بعد أن رفض الوزير استقباله، لم يتعظ. لتنضاف مأساة الفنان المسرحي الراحل إلى الزلات والأخطاء التي سقط فيها هو وبعض المؤسسات التابعة لوزارته، وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، الذي كاد يتسبب في أزمة حقيقية بالأقاليم الجنوبية على هامش مهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون وقبلها فضيحة الفيلم الفائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
أكثر من مصدر داخل الوزارة أكد للجريدة أن ما نجح فيه بنسعيد منذ توليه للحقيبة، التي يبدو أنها أثقل من قدراته التدبيرية، هو خلق معسكرات ولوبيات تتصارع فيما بينها، بينما يعمل “مريدوه” على إذكاء هذا الصراع.
تعديل قريب سيبعده عن الحكومة
إلى ذلك، لم يستبعد مصدر مطلع أن يكون بنسعيد على رأس المغادرين لحكومة عزيز أخنوش في التعديل الحكومي المقبل، الذي أكد أكثر من مسؤول حزبي في اتصال مع الجريدة أنه قادم لا محالة لامتصاص الغضب الشعبي بسبب الاحتقان الاجتماعي الناتج عن ازمة الغلاء غير المسبوقة التي تشهدها المملكة.