وجدة-إدريس العولة
تحت عنوان الشعب الجزائري لن يلدغ من جحر مرّتين” خصصت مجلة الجيش في افتتاحية عددها الأخير عدد 718 لشهر ماي 2023، للحديث عن خطورة العشرية الدموية التي شهدتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي أدخلت الجزائر في حرب أهلية طاحنة أودت بحياة آلاف المواطنين الأبرياء، بعد إقدام النظام الجزائري على حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد فوزها الساحق في الإنتخابات البلدية والتشريعية.
وفي السياق ذاته، وحسب بعض المهتمين بالشؤون السياسية للجزائر، فإن الجيش الجزائري أصبح لا يتردد في إتخاذ العشرية الدموية بعبعا لإخافة الشعب الجزائري، ووسيلة ناجعة لتصفية حساباته الضيقة مع بعض المعارضين سواء في الداخل أو الخارج.
وخاصة في ظل إرتفاع الأصوات المنددة بهيمنة وسيطرة الجيش على دواليب الحكم بالجزائر، دون إعطاء فرصة للشعب قصد تحديد مصيره والتعبير عن رأيه من أجل خلق نخبة سياسية مدنية، عن طريق إنتخابات نزيهة وديمقراطية من شأنها أن تدفع في إتجاه خلق نظام قادر على فك العزلة عن البلاد، وبالتالي إنقاذها من مخالب الجيش الذي أوصلها إلى الحضيض بالرغم مما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية كبيرة إذ تعد من كبريات الدول المنتجة للنفط والغاز الطبيعي في العالم.
إن تستر الجيش الجزائري وراء العشرية الدموية ، أصبح لعبة مكشوفة، فالجميع يعرف أن الجيش من كان وراء كل هذه الأحداث التي شهدتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، من أجل الإجهاز على المسلسل الديموقراطي، وأن الإرهاب أضحى مجرد ورقة في يد الجيش الجزائري يستعين بها ويستند عليها من أجل الاستمرار في الهيمنة والسيطرة على الحكم في البلاد باسم الأمن والأمان.