الرباط- متابعة
عاد وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، لإستعراض حصيلة الحادث المأساوي والخطير، الذي وقع منذ أشهر على السياج الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومدينة الناظور.
حيث حاول ما يقارب 2000 مهاجر غير نظامي، يتحدّر معظمهم من السودان، يوم الجمعة 24 يونيو اقتحام سياج مليلية المحتلة الحدودي، قبل أن تندلع مواجهات بين مجموعة منهم وبين أفراد القوات العمومية المغربية، وهو ما تسبّب في عشرات الجرحى من الجانبين و23 وفاة في صفوف المهاجرين ومئات المعتقلين.
في هذا السياق أكد لفتيت ضمن جواب عن سؤال للفريق الحركي بمجلس النواب حول الموضوع، أن هذا الهجوم يشكل استثناء فريدا من نوعه من عدة زوايا سواء من حيث عدد المعتدين أو من حيث التوقيت الذي تم إختياره للهجوم على السياج.
وبلغت أرقام المعتدين في هذا الإقتحام الخطير الذي تم في واضحة النهار 2000 شخص، حيث أثار حالة من الذعر والفزع بين الساكنة المحلية بالناظور خصوصا النساء و الأطفال، حسب قول وزير الداخلية المغربي.
واتسم هذا الهجوم بالعنف الشديد من طرف المهاجرين غير الشرعيين الذين استخدموا السكاكين والحجارة والأدوات الحادة، وقاموا بالمواجهة المباشرة مع السلطات العمومية، إلا أن هذه الأخيرة تعاملت معه باحترافية كبيرة وضبط النفس، وقد خلف هذا الحادث إصابة 140 عنصرا من القوات العمومية”.
وأشار لفتيت إلى أن اللجنة الاستطلاعية التي أوفدها المجلس الوطني لحقوق الإنسان لمتابعة ملابسات هذا الحادث وقفت على حرص السلطات المعنية على احترام حقوق الإنسان؛ من خلال توفير العناية الصحية للمصابين سواء في صفوف المهاجرين أو القوات العمومية، وتحديد هوية المعتقلين والمتوفين، وتمكين المتابعين من محامين في إطار المساعدة القضائية، وإجراء التشريح الطبي اللازم على جثت المتوفين لتحديد أسباب الوفاة.
وعاشت ساكنة الناظور يوما أسودا، حيث ظلت المأساة مخفية لساعات طويلة، فمنذ الساعات الأولى من الصباح حتى الرابعة بعد الظهر، وقوات الأمن المغربية والإسبانية يحاولان السيطرة على الوضع وتفادي وقوع كوارث .
وكان قد أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأفراد قوات الأمن على جانبي الحدود لتصدّيهم “لهجوم عنيف منظم بشكل جيد”، مشيرا إلى أن “مافيا الاتجار بالبشر” هي التي نظمته.
وأكد سانشيز تحسن العلاقات بين مدريد والرباط، وقال “أودّ أن أشكر التعاون الاستثنائي الذي نجريه مع المملكة المغربية والذي يظهر ضرورة أن تكون بيننا أفضل علاقات”.