الرباط-متابعة
نوهت الأمم المتحدة بالتزام المغرب في مجال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذلك خلال لقاء صحفي عقد اليوم الخميس بالرباط، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ75 لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، قال مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة في المغرب فتحي دبابي “منذ السنوات الأولى التي أعقبت استقلاله، وتحديدا في سنة 1960، شارك المغرب في جهود حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.
واعتبر دبابي أن هذا اللقاء يشكل فرصة للاستماع مباشرة لشهادات ميدانية حول ما يقوم به جنود حفظ السلام المغاربة كل يوم لدعم السلام والاستقرار بجمهورية إفريقيا الوسطى، مؤكدا أن “المغرب يحتل حاليا الرتبة الـ11 ضمن أكبر المساهمين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بأكثر من 1700 جندي وشرطي، يخدمون بجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو وجنوب السودان”.
وعبر عن أسفه كون سبعة مغاربة من القبعات الزرق فقدوا حياتهم العام الماضي ضمن هذه العمليات، مبرزا أنه سيتم اليوم تنظيم حفل خاص بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، تخليدا ليوم القبعات الزرق، حيث سيتم تسليم ميداليات “داغ همرشولد” بعد الوفاة لهؤلاء الجنود المغاربة ولغيرهم من القبعات الزرق من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم سنة 2022 وهم يعملون تحت لواء الأمم المتحدة.
وفي كلمة عبر تقنية التناظر المرئي، أبرز العقيد عبد الحق أوشبير، رئيس دعم الدفاع الاستراتيجي ومنسق وحدات الاتصال/ وحدة إصلاح قطاع الأمن في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، مختلف مهام التجريدة المغربية المنتشرة بجمهورية إفريقيا الوسطى في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن “التجريدة استلمت مهاما داخل بعثة (مينوسكا)، وذلك في إطار تفعيل الولاية الجديدة للبعثة”، مبرزا أن الأمر يتعلق، أساسا، باستقرار الوضع الأمني في الجانب المتعلق بحماية المدنيين، وذلك بهدف تهيئة مناخ يسمح بتوسيع سلطة الدولة لتشمل كافة تراب إفريقيا الوسطى.
وتابع العقيد أوشبير أن الأمر يتعلق، كذلك، بمكافحة التهديد الأمني، وحماية موظفي ومنشآت الأمم المتحدة، وتأمين المنظمات الأممية الأخرى المكلفة بالمساعدة الإنسانية.
من جانبها، أوضحت المقدم مليكة سدرة، رئيسة مكتب العمليات المدنية-العسكرية بمقر قيادة بعثة (مينوسكا)، أن التجريدة المغربية تضطلع، كذلك، بمهمة تنفيذ عمليات مدنية-عسكرية لفائدة سكان المنطقة.
وقالت إن هذا النوع من العمليات، الذي تقوده بالأساس نساء بالتجريدة، يتجسد، خاصة، في أعمال ذات طبيعة إنسانية تركز على منطق القرب، وتنويع الفئة المستهدفة، في الأعمال الطبية والاجتماعية من أجل مساعدة سكان المنطقة، وفي الأعمال ذات الطابع الاجتماعي التربوي.
وأبرزت المقدم مليكة سدرة أن “كل هذه الأعمال تندرج في الأمد الطويل، ويمكن إدراجها في مشاريع ذات أثر سريع، تروم الاستجابة للاحتياجات الملحة، وتعزز الثقة ما بين العبقات الزرق ومواطني إفريقيا الوسطى بالمنطقة”.
ويهدف اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 2002، إلى تكريم جميع الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام، وتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم من أجل قضية السلام.