الرباط-عماد مجدوبي
على وقع صدمة النتائج، سارع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى إعلان حل البرلمان شهر يوليوز القادم، بعد الهزيمة التي تلقاها حزبه، وهو الذي قاد الحكومة في فترة صعبة عرفت من أبرز سياقاتها الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم وما خلفته من آثار سلبية على التضخم والأسعار، رغم أن حدة ذلك في إسبانيا لم تصل مستويات بعض الدول الأوروبية.
في هذا الإطار، قال بنبيل الدرويش، المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، بأنه على مستوى مدينة سبتة لم تحصل مفاجآت وهذه النتائج كانت متوقعة، رغم آمال الحزب الشعبي بالظفر بالأغلبية المطلقة بيد أنه أمر كان مستبعدا.
وأشار الدريوش، في تصريح لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، إلى التغيير الذي حصل في مليلية التي اختفى فيها تماما حزب سيودادنوس الذي كان يشغل ممثله رئاسة المدينة بعد دعمه بل تنصيبه من طرف تحالف بين الحزب الاشتراكي الإسباني في المدينة وحزب التحالف من اجل مليلية. لذلك، بات مؤكدا الآن أن الحزب الشعبي سيستعيد رئاسة المدينة بعدما تأثر حزب التحالف من أجل مليلية بقضية التلاعب بالأصوات، بفقدانه ثلاثة مقاعد.
وعلى مستوى المشهد العام، يوضح الدرويش، يمكن القول إن الحزب الشعبي الإسباني هو الفائز بهذه الانتخابات بعدما استفاد من اختفاء حزب سيودادنوس نهائيا من المشهد السياسي الاسباني. وبالتالي استعاد الكتلة الناخبة التي كانت تصوت لصالح سيودادنوس.
ويرى المتخصص في الشأن الإسباني أن زعيم الحزب الشعبي نونيث فيخو نجح في هذه المهمة، بل أكثر من ذلك فالحزب الشعبي استطاع الفوز في بعض القلاع المهمة للاشتراكيين وتقدم الحزب الشعبي في المجمل ب2,5 نقطة على الحزب الاشتراكي وهو أول فوز له في الانتخابات المحلية منذ عام2015 ، وفقد الحزب الاشتراكي أزيد من 600 ألف صوت مقارنة بانتخابات2019 البلدية، مثلما ضاعف حزب بوكس اليمين المتشدد من نتائجه خلال هذه الانتخابات حيث انتقل من3,5 بالماىة من الاصوات إلى 7,1 وصار يملك1663 مستشارا مقابل530 عام2018أي ثلاثة اضعاف.
وأوضح المتحدث، أن الهزيمة لحقت بحزب بوديموس الذي اعترف بأنه مني بهزيمة نكراء خلال هذه الانتخابات، وهي هزيمة أيضا لجولاندا دياث مؤسسة أرضية سومار داخل الحزب الذي تقود حملة منذ شهور بتصويته للتيار التقدمي بإسبانيا، واختفى بوديموس تماما من ثلاث برلمانات جهوية هي مدريد و فلنسية وجزر الكناري وتراجع عدد نوابه في برلمانات جهوية أخرى هي جزر البليار وأستورياس وأرغون.
وعموما، يؤكد الدريوش أن هذه الهزيمة هي التي جعلت رئيس الحكومة الاسبانية يستبق كل التوقعات ويعلن تنظيم الانتخابات التشريعية 23 يوليوز المقبل.