الرباط-عماد مجدوبي
يبدو أن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب الناطق الرسمي بالحكومة، لا يتقن فن التواصل حول قضايا السياسة الخارجية للبلاد، وهو ما تعكسه بعض تصريحاته الشاردة حول قضايا من صميم المصالح العلي للمملكة.
خلال الأسبوع الماضي، طرحت وكالة الأنباء الإسبانية السؤال على بايتاس، خلال ندوة المجلس الحكومي، بشأن رد المغرب على الاتهامات الموجهة للمملكة بالتدخل في انتخابات مليلية..وبدل أن يقدم الوزير جوابا “دبلوماسيا”، ذهب يجتهد في أمور لا تحتمل الاجتهاد لمن يضبط القاموس جيدا.
المسؤول الحكومي، رد على السؤال بالقول إن هذه الاتهامات تأتي “في سياق نعرفه” (نحن لا نعرف السياق الذي يقصده)، ثم زاد بأن المغرب لا يمكن أن يتدخل وبأن المملكة المغربية تربطها علاقة حسن جوار مع إسبانيا التي لها سيادتها الكاملة. كيف ذلك سيدي الوزير؟ وأي سيادة إسبانية تقصد على مدينتنا المحتلة؟
إننا أمام تصريح خطير وغير مسبوق، وينم عن ضعف إلمام بمفاهيم السياسة الخارجية للمملكة . فلم نسمع يوما مسؤولا يخرج ليتحدث، في سياق سؤال مباشر حول مليلية، أن لإسبانيا سيادتها، علما أن هذا السؤال كان يفترض أن يتم التعامل معه بكل بساطة وبلغة دبلوماسية لبقة مادام أن المملكة غير معنية بمثل هذه الاتهامات التافهة.
لسنا هنا بصدد إعطاء الدروس لأحد، لكن المؤكد أن الناطق الرسمي باسم الحكومة في حاجة إلى ضبط الإيقاع فيما يخص أجوبته حول السياسة الخارجية، أو اختيار التخريجة العجيبة “لم يناقش في المجلس الحكومي”..باش تخرج هاني دون السقوط في تصريحات شاردة.