الرباط-متابعة
أكد المشاركون في ندوة نظمت، اليوم الجمعة بالرباط، أن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يولون أهمية بالغة لتدريس اللغة الأمازيغية.
وشدد المتدخلون في الندوة، التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، في اطار الدورة ال 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (من 01 الى 11 يونيو الجاري بالرباط)، أن هناك ترسانة قانونية يتعين تفعيلها سواء في ما يخص اللغة العربية أو الأمازيغية من أجل أن يبقى مغاربة العالم في اتصال دائم مع بلدهم الأم.
واعتبر المتدخلون أن هناك مطالب ملحة لأبناء الجالية لتعلم لغة وثقافة بلادهم، مبرزين أن مفهوم الهجرة مرتبط بشكل وثيق بالاندماج والهوية ويمكن الحديث عنه من خلال العديد من المقاربات، لاسيما على المستوى اللساني أو السوسيولوجي.
وفي هذا الصدد، قال الباحث في مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، علي بنطالب، في عرض حول “الجوانب التاريخية للهجرة المغربية “، أن الهجرة ظاهرة قديمة وليست مرتبطة بالسياق الحالي، بل هناك تحركات بشرية في مختلف الحقب ولها جوانب اقتصادية واجتماعية متعددة.
واعتبر بنطالب أن الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر ارتبطت بالتجار والنخب، مشيرا إلى أن الهجرة عرفت خلال سبعينيات القرن الماضي تحولات جذرية واتسمت بالصبغة العائلية، وظهرت مع بداية ثمانينيات القرن الماضي “التأشيرة” كإجراء أساسي للولوج إلى بلد الاستقبال.
من جهته، قال الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أبو القاسم الخطير، في عرض حول “تجليات الثقافة الأمازيغية لدى مغاربة العالم”، أن العرض الثقافي الأمازيغي قديم قدم الهجرة، مسجلا أن أولى الهجرات كانت ثقافية “وهي هجرات موسمية كانت الفرقة البهلوانية سيدي أحمد أوموسى تقوم بها”.
وأبرز أن العرض الثقافي الأول كان موجها للجمهور الأجنبي وليس لمغاربة العالم، مضيفا أن العرض الثقافي سيتطور ويتنوع بعد الحماية مع القنصليات والسفارات التي بدأت تنظم احتفالات بمناسبة عيد العرش المجيد وغيره.
من جانبه، دعا الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عبد السلام خلفي، في عرض حول موضوع “تدريس اللغة الأمازيغية لأبناء المغاربة”، إلى إدماج البعد الأمازيغي في الأنشطة الموازية التي تقام لأبناء الجالية المقيمة بالخارج على غرار ورشات تعلم “تيفيناغ” واللقاءات الخاصة بالشعر والمسرح الأمازيغيين.
وتوقف الخلفي عند تجربة تدريس اللغة الأمازيغية في بلاد المهجر خاصة فرنسا وهولندا وألمانيا في إطار اتفاقيات شراكة مع العديد من الجمعيات، مبرزا أنه استفاذ منها حوالي 130 تلميذا.
أما الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أحمد سراج، فذكر بأهمية تدريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين يعون جيدا أهمية نقل القيم المغربية الأصيلة وضمان استمرار العلاقة بين الوطن الأم وبلاد المهجر.
من جانبه، دعا الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالمحمدية، لحسن حيرا، إلى ضرورة اعتماد سياسة ثقافية في المغرب من أجل الدفاع عن الثقافة الأمازيغية.
وشدد الأستاذ حيرا على ضرورة “المرور من التنشيط الثقافي إلى العمل الثقافي”.
يشار إلى أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب تعرف مشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، منهم 287 عارضا مباشرا، و450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا، فيما يحل إقليم كبيك ضيف شرف على الدورة.
كما تعرف الدورة تقديم عرض وثائقي يتجاوز عدد عناوينه 120 ألف عنوان بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة.