دعا سفير المغرب لدى أستراليا ، كريم مدرك ،أمس الخميس ببيرث (جنوب غرب أستراليا)، المستثمرين الأستراليين الى اغتنام الفرص الاقتصادية التي تتيحها المملكة .
وأكد مدرك ،في كلمة له في “منتدى النساء والريادة 2018” ، الذي احتضنته غرفة التجارة والصناعة لغرب استراليا ،في إطار الأسبوع الأسترالي-الافريقي (من 27 غشت الى فاتح شتنبر)، أن الإمكانات الاقتصادية للبلدين لا تزال غير مستغلة.
وأضاف ان المغرب يعتبر ليس فقط سوقا هامة ولكن أيضا جسرا تجاريا بامتياز نحو افريقيا ومن افريقيا نحو أوروبا ،داعبا الى اختيار نموذج مقاولات مستدامة في تجارة منتوجات الفوسفاط من أجل تأمين ديمومتها، وضمان الأرباح لقطاع الفلاحة الأسترالي وللمصدرين المغاربة على حد سواء.
وقال ان البلدين مدعوان الى الاهتمام بميادين أخرى واعدة ،في إطار التعاون الاقتصادي، من قبيل الطاقات المتجددة ،وتدبير المياه، وقطاع الزيتون ،وزيت الأركان، والمنتوجات البحرية.
وأشار السفير الى ان المغرب يتطلع الى تعميق وتوسيع هذا التعاون الى ما يتجاوز التجارة والاستغلال المعدني بإقامة شراكات مبتكرة في مختلف الميادين.
من جهة أخرى ، استعرض مدرك التطور الاقتصادي للمملكة في مختلف القطاعات ،مبرزا أن إحراز هذا التقدم تحقق بنسبة كبيرة جراء الصادرات والاستثمارات ،ولكن أيضا بفضل دور الموارد البشرية وخاصة النساء اللائي يلعبن دورا كبيرا في مسلسل التنمية الاقتصادية للبلاد.
وأضاف ان الاقتصادات تتطور بوتيرة سريعة بالمغرب وهو ما مكن البلد من احتلال موقع متميز ضمن الاقتصادات الافريقية الرئيسية، مبرزا ان الفلاحة وقطاع الخدمات يساهمان بدرجة كبيرة في هذه التنمية الاقتصادية .
وذكر بأن المغرب ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،قام بإصلاحات اقتصادة كبيرة ،بفضل الاستراتيجيات القطاعية المبتكرة كمخططات ” التسريع الصناعي” بالنسبة للصناعة ،و “المغرب الأخضر” بالنسبة للفلاحة،و”مغرب تصدير”بالنسبة للنهوض بالصادرات.
واعتبر ان المغرب أصبح يحتل مكانة متميزة كفاعل اقتصادي في المنطقة بفضل الاصلاحات الاقتصادية التي باشرها ،والقرب الجغرافي للشركاء الأساسيين،واتفاقات التبادل الحر التي وقعها مع مختلف البلدان والمجموعات الاقتصادية .
وتحدث مدرك عن النموذج المغربي في إطار التعاون جنوب-جنوب،والذي قال بأنه يعطي الاهتمام لتبادل الخبرات والكفاءات في مختلف الميادين ، مشيرا الى ان هذا النموذج مكن المملكة من ان تلعب دورا هاما في المنطقة بفضل استثمارات قطاعها الخاص .
من جهتهم ، أكد عددد من المتدخلين على ضرورة توسيع وتنويع تجارة أستراليا مع افريقيا الى ما يتجاوز الاستغلال المعدني ، موضحين ان افريقيا بساكنتها الشابة وغناها ومواردها تتيح إمكانات هائلة للتجارة والاستثمار . واشاروا الى وجود عقبات يتعين التغلب عليها من قبيل محاربة الفساد ،والقيود المفروضة على الاستثمارات، والحواجز الجمركية .
وخلال هذه المنتدى، حضر المغرب في مختلف حلقات النقاش والأنشطة وخاصة عبر مشاركة المكتب الشريف للفوسفاط برواق يتيح للزوار فرصة التعرف على مختلف منتجاته .
وبالاضافة الى الجانب الاقتصادي ،شارك المغرب في العديد من التظاهرات ذات الطابع الثقافي ،وخاصة من خلال عرض فيلم ” أباتريد” لنرجس النجار ، وتنظيم عرض للأزياء التقليدية المغربية.
وشهد الأسبوع الأسترالي-الافريقي، الذي حضره العديد من الفاعلين في قطاع الصناعة المعدنية والاقتصاد لمناقشة قضايا فرص التنمية والاستثمار، مشاركة مسؤولين أستراليين وأفارقة ،وخاصة نائب وزير التجارة والاستثمار والسياحة الأسترالي ،السيد مارك كواتون، ومديرة قسم الشرق الأوسط وافريقيا بوزارة الشؤون الخارجية ،السيدة هاك يون،بالاضافة الى وزراء أفارقة ،وممثلي الاتحاد الافريقي ،والسفراء الأفارقة المعتمدين لدى أستراليا .
وتعتبر القارة الإفريقية أكبر سوق للاستثمار بالنسبة للصناعات المعدنية الأسترالية ، بحيث تعمل بها أزيد من 200 شركة أسترالية ، باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار دولار.