الرباط-متابعة
تم اليوم الخميس، خلال منتدى دولي عقد ببروكسيل، تسليط الضوء على دور المغرب “الجوهري” باعتباره جسرا يربط بين أوروبا وإفريقيا، وفاعلا مهما في التبادل التجاري والاستثمار بين المنطقتين.
وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة من منتدى “قمة الأعمال الاتحاد الأوروبي- إفريقيا” (إي يو- أفريكا بيزنيس ساميت)، المنظم من طرف منظمة “يوروبيان بيزنيس ساميتس” تحت شعار “إفريقيا- أوروبا.. إعادة تنشيط مستقبل مشترك”، استكشف المشاركون سبل تعزيز والنهوض بالمبادلات بين القارتين، مع تسليط الضوء بشكل خاص على الدور الذي تلعبه المملكة في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، أن المغرب أقام شراكة قوية ومتينة مع الاتحاد الأوروبي منذ إبرام اتفاقية الشراكة في العام 1996 ودخولها حيز التنفيذ في 2000، مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية أضحى يتجاوز 40 مليار يورو، ما يجعل المغرب أول شريك تجاري من بين بلدان الجوار.
وأوضح أن تجربة المغرب في الشراكة مع أوروبا يمكن الاستفادة منها على المستوى الإفريقي، بهدف النهوض بالمبادلات التجارية والاستثمارات بين المنطقتين وتمكين الطاقات الهائلة التي تزخر بها إفريقيا من أن تؤتي ثمارها.
وقال بنشعبون: “نحن نعمل بشكل وثيق مع الشركاء الأوروبيين من أجل إيجاد حلول وآليات مالية جديدة قصد استكشاف إمكانات إفريقيا الهائلة”، معتبرا أن القطاع الخاص ينبغي أن يضطلع بدور رئيسي في الشراكة بين المغرب-الاتحاد الأوروبي وإفريقيا-الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي تواصل نموها وتشمل مجالات جديدة، لكن على الرغم من هذه الإنجازات لا تزال هناك إمكانيات هائلة للنمو، “ومن أجل تحويل هذه الإمكانيات إلى فرص، نحتاج إلى آليات تعاون جديدة”، لاسيما دور أكثر بروزا للقطاع الخاص، مؤكدا أن هذا الهدف يقع في صلب مهام صندوق محمد السادس للاستثمار.
من جهته، أشار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، إلى أن المغرب يعد بوابة لإفريقيا، مضيفا أنه بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عززت المملكة حضورها وانفتاحها على إفريقيا، القارة التي سجلت هذا العام نموا نسبته 4 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالنمو العالمي البالغ 2,7 في المائة، والتي سيبلغ تعداد ساكنتها 2,5 مليار نسمة تقريبا في العام 2050.
وأشار إلى أن إفريقيا قارة زاخرة بالفرص لكنها تواجه أيضا العديد من التحديات، مع العلم أن مساهمة إفريقيا حاليا في التجارة العالمية لا تتجاوز 2 في المائة، مقابل 6 في المائة لدولة مثل سنغافورة.
وقال العلج “لا ينبغي أن نقول فقط إن إفريقيا هي المستقبل. يجب أن نتحرك ونؤمن بإفريقيا، ويتعين على أوروبا دعم هذه القارة والإيمان بها”.
كما أشاد بجودة الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الاتحاد هو الشريك التجاري الرئيسي للمملكة وأن العلاقات بين الطرفين ما فتئت تتعزز كما يتجلى من خلال إبرام الشراكة الخضراء بين الجانبين وانضمام المغرب للبرنامج الاستثماري الأوروبي “البوابة العالمية” (غلوبال غيتواي).
ويهدف منتدى “قمة الأعمال الاتحاد الأوروبي- إفريقيا” إلى تعزيز أصوات المقاولات في أوروبا وإفريقيا، بمشاركة شخصيات بارزة من عالم الأعمال وصناع القرار، وذلك بهدف تعميق التفكير في سبل تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا.