تستعد مراكش الحمراء لتحتضن من 11 إلى 15 شتنبر 2018 مهرجان الملحون في دورته الخمسين وهو المهرجان الذي دأبت جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد على تنظيمه طيلة هذه العقود حفاظا منها على الموروث الثقافي المغربي وترسيخ هذه الثقافة في أدهان الأجيال القادمة ..
في هذه الدورة سيتم تكريم أحد أعلام فن الملحون في المغرب ويتعلق الأمر بسيدي عبدالرحمان الملحوني كما سيتم الاحتفاء بأحد أهرامات الظاهرة الغيوانية وهو الأستاذ الفنان والزجال الحاج محمد الدرهم الذي لعب دورا أساسيا بمعية زملائه بجيل جيلالة في تحبيب فن الملحون للشباب المغربي مع توصيل هذا الفن الأصيل الى كل مداشر وحواضر المغرب ..ما دفع الشباب في تلك الفترة الى العودة الى تراث وطنهم .ولد الأستاذ عبد الرحمان الملحوني بمدينة مراكش سنة 1938 ؛ وبها نشأ وترعرع ؛
و تلقى تعليمه بجامعة ابن يوسف : “التعليم الأصيل” بمراكش ؛ وعكل إطار بوزراة التربية الوطنية ؛ و التحق الأستاذ عبد الرحمان الملحوني بديوان السيد وزير الشؤون الاجتماعية والصناعة التقليدية سنة 1978، كرئيس الكتابة الخاصة بالديوان، ومسؤولا عن مؤسسات الشؤون الاجتماعية والتربوية للوزارة ؛ كما أنه خريج مركز سَرس الليان بجمهورية مصر العربية : “شؤون محو الأمية وتعليم الكبار”.
و مثل المغرب في مجال قضايا الشؤون الاجتماعية ومحو الأمينة بالوطن العربي ؛و اشتغل حارسا عاما بثانوية يوسف بن تاشفين بمراكش، ما بين سنة : 1981، وسنة : 1991 ؛ و اشتغل مديرا بمؤسسة محمد الخامس للتعليم الثانوي بروض العروس بمراكش، من سنة : 1992، إلى غاية 1998 ، حيث أحيل على التقاعد سنة : 1992 .
له إسهامات علمية كثيرة، توزعتها اهتمامات بالتصوف، والملحون، وجوانب أخرى من تاريخ مراكش ؛ و له – أيضا- إسهامات إذاعية، وتلفزية، من خلال مجموعة من البرامج ابتداء من سنة : 1968 – إلى غاية سنة : 2008 ؛و حاضر في مجموعة من الجامعات المغربية، وشارك في عدد من الندوات ، ونظم عدة لقاءات ثقافية، وأطر دورات تكوينية للعاملين في برامج محو الأمية وتعليم الكبار ؛
ويعتبرالاستاذ الملحوني عضو في اللجنة الوطنية بأكاديمية المملكة المغربية المكلفة بإعداد دواوين الملحون، ومشارك في بعض الندوات العلمية .
و أسهم الأستاذ عبد الرحمن الملحوني في إثراء حقل الثقافة الشعبية بسلسلة دراسات، وأبحاث قيمة، انصرف جلها إلى تناول ظاهرة الملحون من حيث قضاياها، ؛
وحاضر بدار الأوبرا بالقاهرة، بمناسبة الأسبوع الثقافي المنظم بمصر ، وبمشاركة نخبة أثيرة من علماء وأدباء المغرب، سنة : 1994 ؛ (فن الملحون بالمغرب( .
ويعتبر الأستاذ عبد الرحمن الملحوني ذاكرة اختزنت ما اختزنت من نشاط دؤوب في عالم التربية والتعليم، ومع مجموعة من الجمعيات ذات الصبغة الفنية، والثقافية، والإبداعية، والاجتماعية ؛وفي الجانب الجمعوي، انخرط الأستاذ عبد الرحمن في مجموعة من الجمعيات. كما شغل رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات الملحون، والفنون الموسيقية التراثية، والصوفية ؛ و رئيس الفرع الجهوي للجامعة الوطنية (جهة مراكش / آسفي) ؛ و مدير مجلة التراث المغربي الأصيل ، ابتداء من الموسم الدراسي : 2012-2013 ؛وعرف الأستاذ الملحوني بحضوره الإعلامي المتميز من خلال تنشيطه للعديد من البرامج الإذاعية التي قدمها على امتداد أربعين سنة .