الرباط-متابعة
مشاهد التمرد الذي قادته مجموعة “فاغنر” المسلحة داخل التراب الروسي، وضع بعض الدول تراهن على “المرتزقة” أمام امتحان صعب، في ظل عدم إمكانية ضمان الولاء للجهات التي تمول هذه المجموعات العسكرية، وهو ما يعني إمكانية زعزعة الوضع داخل هذه الدول.
وطرحت التطورات الأخيرة مخاوف كبيرة داخل الجزائر حول ميليشيات البوليساريو، الممولة من قبل النظام العسكري الجزائري والخاضعة لسلطته وتوجيهات. ومرد هذه المخاوف إلى وجود تهديد مرتفع بشأن تحول هذه الميليشيات إلى أداة لزعزعة الاستقرار داخل التراب الجزائري.
بطيبعة الحال، ينبغي التنبيه في البداية إلى أن الجزائر وبقدر حرصها على استعمال هذه الميليشيات في مواجهة غير مباشرة مع المغرب، فإن حاولت قبل سنوات أن تدفع نحو وضع جديد يقوم على إعادة توطين المخيمات في المنطقة العازلة، وهو الأمر الذي فشلت فيها.
وتنبع هذه الرغبة في التخلص التدريجي من المخيمات، دون التخلي عن الوصاية عليها وعلى ميليشيات البوليساريو، من وجود خطر كبير على النظام الجزائري، في ظل العتاد العسكري الذي تتوفر عليه البوليساريو على الرغم من ضعفه.
لذلك، تثير الأحداث الأخيرة في روسيا مخاوف كبيرا من تحول ميليشيات البوليساريو نحو أعمال شبيهة لتلك التي نفذتها فاغنر، علما أن هذه الميليشيات على صلة بمجموعة من الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر أمنية كبير.