العيون ـ عبد الرحيم زياد
أفادت مصادر مطلعة مالية بما وصفته بـ”الصدمة” في أوساط الجيش المالي بعد قرار انسحاب قوات الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي
وترجع المصادر أسباب مخاوف السلطات العسكرية الحاكمة في باماكو، تعود إلى مراهنتها بعد طلبها مغادرة قوات الأمم المتحدة، على أن القوات الدولية ستتفاوض معها وفق شروطها للإبقاء عليها، غير أنها تفاجأت من سرعة استجابة مجلس الأمن لطلبها الذي أفضى لمغادرة القوات الأممية.
وحسب ما أوردته تلك المصادر فقد تفاجأت السلطات المالية، من جهة، بقرار الأمم المتحدة سحب قواتها، وبقصر الفترة التي سيتم خلالها إجلاء هؤلاء الجنود من مالي في فترة 6 أشهر.
و كشفت اتصالات في القيادة العليا للجيش المالي أن الإعلان عن رحيل جنود الأمم المتحدة – في مثل هذا الوقت القصير – خلق مشكلة تنظيمية خطيرة أثارت غضبًا كبيرًا بين مختلف القيادات. فوجود عناصر الخوذ الزرقاء كان أمرا حيويا بالنسبة للجنود الماليين على الأرض.
و في اتصال مع ضباط ماليين في شمال ووسط البلاد، انتقدوا جميعا “الغباء” الذي دفع باماكو إلى المطالبة برحيل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، والتي وصفوا وجودها بالمهم لردع الإرهابيين ولمهاجمة “العدو”.
و قال هؤلاء: من الآن فصاعدًا، سنبقى وجها لوجه مع العدو .. ليست لدينا كميات كافية من الأسلحة ولا أعدادنا تكفي لسد مكان 12000 جندي من الخوذ الزرقاء، ولن نكون قادرين على التأقلم إذا قرر الجهاديون التقدم نحو باماكو على عدة جبهات في آن واحد.. سيجعلنا مثل هذا السينارية نخسر الحرب مثل الجيش الأفغاني.
يشار في ذات الصدد، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قرر الموافقة على سحب القوات الدولية اعتبارا من 30 يونيو 2023 ، وتنص الوثيقة على أنه اعتبارًا من 1 يوليو 2023 ، وستتمحور جميع أنشطة بعثة الأمم المتحدة حول انسحاب أفرادها المدنيين والعسكريين، بهدف عدم بقاء أي جندي تابع للأمم المتحدة في العمل في الأراضي المالية اعتبارا من 31 ديسمبر 2023.