الرباط-قمر خائف الله
تتميز المملكة المغربية في موازنة علاقتها مع العديد من الدول و مع مواقفها الثابتة والمبدئية في عدد من القضايا المرتبطة بها، ولعل أبرزها إستمرار علاقتها بإسرائيل، إلى جانب حفاظها على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
هذا ما أكدته صحيفة “نويس” الإسبانية، في مقال لها بعنوان “لعبة التوازن المغربية الصعبة في العلاقة مع إسرائيل” مشيرة إلى إستعداد إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وفق ما جاء على لسان عدد من المسؤولين الإسرائيليين، مقابل التزام المغرب الصمت حيال هذه التصريحات، خاصة في خضم العمليات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية التي سبق أن نددت بها المملكة في العديد من المرات وذلك راجع إلى مواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني”.
إلى جانب هذا أشارت ذات الصحيفة، إلى تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي ربط فيه الإعتراف بمغربية الصحراء بعقد قمة النقب الثانية في المغرب، مضيفة أن “إسرائيل تكون بهذا التصريح قد رمت الكرة إلى ملعب الرباط، التي قد يبدو أنها صفقة غير مكلفة بالنسبة لها، إذ سيكون لها شرف جمع عدد من القوى الدولية والإقليمية على أراضيها وتعزيز صورتها القيادية”.
صحيفة “نويس” الإسبانية قالت أن “المملكة المغربية تنتظر فرصة مناسبة لعقد قمة النقب، التي تم تأجيلها عدد من المرات “لأنها تعرف أن الاستمرار في تعزيز العلاقات مع تل أبيب في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، يمكن أن يتسبب في التقليل من صورتها أمام رأي عام حساس بشكل خاص تجاه معاناة الشعب الفلسطيني”.
ذات الصحيفة أكدت في تقريرها أن مهارة الديبلوماسية المملكة المغربية برزت بوضوح في الأشهر الأخيرة، وذلك من خلال موازنتها وحفاضها على توجهها الموالي للغرب، مع السعي إلى الحفاظ على علاقتها مع روسيا رغم الحرب في أوكرانيا”. وينطبق الشيء نفسه على المسرح الإقليمي، حيث إن “المغرب رغم اعتزازه بتحالفه مع إسرائيل لكنه ميز نفسه لسنوات بدور الوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
صحيفة “نويس” الإسبانية، أبرزت المكانة التي يحتلها الملك محمد السادس في قلوب الشعب الفلسطيني، مشيرة “إلى منصبه في ترأس لجنة القدس المسؤولة عن مراقبة الأماكن الإسلامية المقدسة في مدينة القدس منذ العام 1999″.
وعن إحتمالية وجود خلاف مغربي إسرائيلي عميق، قالت صحيفة “نويس” إلى أنه “من السابق لأوانه الحديث عن خلاف عميق في التحالف الجديد، لأنه حتى في أحلك أوقات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم تنكسر الجسور بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والجالية اليهودية من أصل مغربي، مشيرة إلى أن العلاقات بين الدوليتين لا تقوم فقط على أسس سياسية، بل على أسس وروابط إنسانية وثقافية عميقة.