الرباط-متابعة
يستهل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ، في مشاركته الأولى في منافسات كأس العالم للسيدات ، مشواره ، غدا الاثنين بملبورن، بمواجهة صعبة وقوية أمام المنتخب الألماني الذي سبق وأن توج بلقب الكأس العالمية مرتين، ويعد أحد المرشحين لنيل لقب هذه النسخة، المقامة بأستراليا ونيوزيلندا إلى غاية 20 غشت المقبل.
وستكون هذه المباراة ، التي تدخل في إطار منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثامنة ، حاسمة لاستمرار مسار المنتخب الوطني، مما يحتم على “لبؤات الأطلس” البصم على أداء جيد وحسم المباراة لصالحهن ، خاصة مع تمكنهن من التسجيل في بداية اللقاء وتحررهن من الضغط الذي يبدو أمرا طبيعيا في مثل هذه المواجهات .
ومن أجل كسب هذا الرهان، سيعتمد المدرب رينالد بيدروس على مجموعة تمزج بين الفتوة والخبرة، وتركيبة بشرية متجانسة كون اللاعبات يلعبن معا لفترة طويلة ويعرفن جيدا بعضهن البعض ضمن فريق أثبت نفسه من خلال وصوله إلى نهائي كأس إفريقيا، وكذا تأهله إلى كأس العالم.
كما أن العناصر الوطنية أظهرت صلابة دفاعية في مختلف المباريات وخاصة التحضيرية ، وهي ميزة ستكون ذات فائدة كبيرة أمام صلابة وقوة المنتخب الألماني.
ومن بين أبرز اللاعبات روزيلا أيان ، التي تبلغ من العمر 27 ربيعا، وهي عنصر أساسي في طريقة لعب لبؤات الأطلس، وجريها بدون كرة غالبا ما يمكن دائما من توفير مساحات لزميلاتها في الفريق.
وأظهرت مهاجمة توتنهام هوتسبير قدراتها في خط الهجوم، كما أنها ماهرة في اختراقات خطوط الخصم ولديها قدرة كبيرة على فهم زميلاتها في الفريق، وكانت صاحبة المبادرة في العديد من العمليات الهجومية في الثلث الأخير من الميدان “.
وفي خط الوسط ،يثق بيدروس في غزلان شباك المزدادة في 22 غشت 1990، وتعد “قوة ضاربة في خط وسط المنتخب الوطني”، الذي “يشكل رابطا أساسيا مع هجوم لبؤات الأطلس”.
ولعبت الدولية المغربية وعميدة المنتخب المغربي الأكثر مشاركة، والتي سجلت 21 هدفا منذ بدايتها سنة 2008، دورا حاسما في التأهل للمباراة النهائية، “بفضل تحكمها المثالي في الكرة وميلها إلى العمليات الهجومية الحاسمة”.
وبالنسبة لخط الدفاع، يعلق بيدروس الآمال على نسرين الشاد، التي تشكل ثنائيا دفاعيا صلبا مع ياسمين مرابط. “لعبت ظهير فريق ليل دورا حاسما في المباريات الإقصائية، حيث أبانت عن هدوئها وروحها القتالية خلال كأس إفريقيا للأمم”.
كما باتت بعد تسجيلها في مباراة دور المجموعات ضد منتخب أوغندا (3-1) ، أصغر لاعبة مغربية تجد طريقها إلى الشباك في كأس إفريقيا للأمم، وهي في سن 19 عاما و 114 يوما فقط (ازدادت في 13 مارس 2003).
وعلى مستوى خط الوسط، ستكون تجربة إلودي النقاش (20 يناير 1995)، أهمية كبيرة في أول مشاركة للبلاد في كأس العالم للسيدات، فضلا أن لاعبة خط وسط نادي سيرفيت، تتمتع أيضا بلياقة بدنية عالية، وتتميز بدقة تمريراتها.
كما أن الجناح فاطمة تاكناوت (20 يناير 1999)، وهي لاعبة أساسية في صفوف فريق الجيش الملكي، والتي “تتميز بمؤهلاتها التقنية الرائعة والقدرة على شق طريقها في المساحات الضيقة على كلا الجانبين”، ما جعل منها”عنصرا أساسيا في مجموعة رينالد بيدروس خلال كأس إفريقيا للأمم 2022”.
وتعد لاعبة “ممررة بارعة ومراوغة بكلتا قدميها، تمتاز بتسديدة يسرى عالية الدقة. ستلعب تاكناوت بالتأكيد دورا رائدا للمغرب في أستراليا ونيوزيلندا”.
وعلى المستوى الذهني، استطاعت هذه المجموعة التغلب وتجاوز العديد من العقبات وضمنت لنفسها ، في وقت قصير ، مكانا من بين المنتخبات الكبيرة في القارة الافريقية ، خاصة خلال فترة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة التي نظمت بالمغرب.
وفي بطولة كأس العالم ، يتعين على اللاعبات المغربيات الاستفادة من هذه التجربة الكروية الكبيرة وتكسير النظرة الضيقة التي ترى أن “لبؤات الأطلس” فريق يتعين عليه القتال بقوة ليشق طريقه بين العمالقة.
والأكيد أن سيدات المنتخب الوطني لا يدخرن جهدا لتقديم أداء جيد والبصم على نتائج مشرفة من أجل تمثيل المغرب أحسن تمثيل، ولما لا خلق المفاجآت.
وتدخل “لبؤات الأطلس” نهائيات كأس العالم وهدفهن السير على خطى المنتخب الوطني المغربي ، وإظهار قدراتهن لتأكيد تطور كرة القدم النسوية بالمغرب، وبالتالي تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال.
وفي إطار استعداداته لنهائيات كأس العالم، خاض المنتخب المغربي معسكرا إعداديا بالنمسا ، كما أجرى ثلاث مباريات قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم.
وتعادل الفريق الوطني مع نظيره الإيطالي (0-0) في المباراة الودية الأولى التي جمعت بينهما، يوم فاتح يوليوز، على أرضية ملعب باولو ماتزا في فيرار بإيطاليا.
كما تعادل المنتخب المغربي بالنتيجة ذاتها في مواجهته الودية الثانية مع نظيره السويسري، يوم خامس يوليوز ، على أرضية ملعب “شوتزن وايز” بمدينة فينترتور السويسرية.
وانهزم المنتخب الوطني أمام نظيره الجامايكي بهدف دون رد ، في المباراة الودية الثالثة التي جمعتهما ، يوم 16 يوليوز ، على أرضية الملعب الفرعي لمركب كالفين بارك بمدينة وريبي ضواحي مدينة ميلبورن.
ويبقى طموح لاعبات المنتخب الوطني في هذه البطولة هو تجاوز دور المجموعات والتأهل لثمن نهائي الكأس، وبالتالي تحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم النسوية المغربية.