24 ساعة ـ متابعة
كشفت القمة الروسية الإفريقية الثانية بجلاء عن رزانة ورصانة التعاطي الروسي مع مبدأ إتاحة لمشاركة على الدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة فقط، مقارنة بقرار الاتحاد الأوروبي، والذي كان قد دعا، تحت الرئاسة الفرنسية، وفي خرق للشرعية الدولية، زعيم “البوليساريو” لحضور قمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي التي عقدت ببروكسيل في فبراير 2022.
الموقف الروسي الرافض لمشاركة الكيانات الوهمية في هذه القضية والاقتصار على الدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة لقي استحسانا وتقديرا من قبل المراقبين، عكس ما كان عليه الامر حينما سمح الاتحاد الاروبي في قمته التي جمعته بالدول الافريقية في شهر فبراير 2022، بحضور الكيانات المصطنعة من قبيل حبهة البوليساريو الانفصالية، التي حضر زعيمها المثير للجدل، و المتابع من قبل هيئات قضائية أوروبية لارتكابه جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
موقف سيظل مسجلا كوصمة عار على جبين الاتحاد الاروبي الذي يكيل بمكيالين، بحيث سمح بتسلل دخيل على الرغم من أن الدول المشكلة للاتحاد لا تعترف بالميان الوهمي. إلا أن الاتحاد الأوروبي أعطى بشكل متناقض موافقته من خلال إتاحته، خلال قمة بروكسيل، مقعدا لمجرم مدان طعن في اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة تحت رعاية الأمم المتحدة ويهدد أمن المغرب، ومعه السلام والاستقرار في الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي.
إن الاتحاد الأوروبي الحريص على الوحدة الترابية لدوله الأعضاء أمام الأطروحات الانفصالية التي لا تكاد تستثني أحدا تقريبا، ينبغي أن يتحلى بالحرص ذاته على أمن واستقرار المغرب، الذي يعتبره – بحق – شريكا استراتيجيا ومتميزا.
وهذا يعني أن الحزم وعدم التساهل في المسائل المبدئية هو خيار يؤتي أكله. وقد اعتمد العديد من شركاء المغرب هذا الخيار.
فروسيا، التي قامت بهذه الخطوة منذ سنة 2019، تواصل السير بثبات على نفس المنوال، من خلال احترام الالتزامات المتخذة.