24 ساعة ـ متابعة
شهدت الفترة الأخيرة تنامي العلاقات بين المغرب مع كل من الصين والهند؛ وذلك في ضوء السياسات التي يتبناها المغرب نحو تنويع مصادر حصوله على الأسلحة والمعدات العسكرية. هذا الاهتمام بتنويع الشركاء الدوليين يعكس في الوقت ذاته محاولة المغرب تحقيق بعض المكاسب الاستراتيجية. و تطوير العلاقات الاقتصادية مع تعد من القوى الدولية ذات التأثير في النظام الدولي.
في ذات الصدد ذكر موقع “ذا أفريكا ريبورت” أن كل من الهند والصين، باتتا وجهتان جديدتان للمغرب للحصول على الصفقات العسكرية. نظرا إلى الأسعار المنخفضة للأسلحة التي تصنعها كل من نيودلهي وبكين. ورغبة من الرباط في تنويع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على فرنسا التي تمر علاقاتها معها بأزمة .
وبخصوص الهند فقد ظهرت عدد من المؤشرات الرئيسية في الآونة الأخيرة. تزايد للتعاون العسكري بين المغرب والهند. من خلال حصول المغرب على عدد من صفقات السلاح الهندية، بحيث اتجها الرباط لعقد بعض صفقات السلاح مع الهند. إذ تم مع شركة “تاتا أدفونسد سيستيمز” الهندية على صفقة أسلحة يحصل من خلالها المغرب على 92 من شاحنات النقل العسكري التكتيكي من طراز “LPTA–715”. كما حصلت الرباط على شاحنات نقل تكتيكية من طراز “TATA LPTA 2038” بناءً على طلب القوات المسلحة المغربية. حيث تنسجم تلك الشاحنات مع الطبيعة المناخية للمناطق الصحراوية المغربية.
كما استحدثت الرباط منصب ملحق عسكري في الهند في السفارة المغربية في نيودلهي، في يوليوز من العام الماضي. ويرجع ذلك إلى أن الهند تُعَد واحدة من أهم الأسواق الناشئة في صناعة وإنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة. التي تتميز بقدرات تكنولوجية متقدمة. بالإضافة إلى أن أسعارها أقل تكلفةً من الأسلحة والمعدات العسكرية. التي تصنعها المصادر التقليدية التي كان المغرب يعتمد للحصول على أسلحته ومعداته العسكرية.
كل ذلك وغيره يكشف صفقات السلاح المغربية الموقعة مع الهند عن تطور نوعي في العلاقات المغربية الهندية في إطار علاقات الشراكة التي أصبحت تجمع بين الدولتين. لتمتد إلى التعاون العسكري، كما تكشف عن توجه الرباط نحو تنويع مصادر تسليح قواتها المسلحة. وذلك بغرض ألا يصبح المغرب تحت ضغط حلفائه التقليديين، كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق ذات المصدر، يحاول المغرب تنويع مشتريات السلاح من خلال الانفتاح أيضا على الصين بحيث اقتنى المغرب منهاثلاثة أنواع من الأسلحة المتميزة التي لم تجذب اهتمام الكثير من المهتمين بعالم الأسلحة والحروب. وهي طائرات بدون طيار ثم راجمات متوسطة المدى وأخيرا نظام دفاع جوي مضاد للطائرات والصواريخ.
و حصل المغرب في ذات السياق، على راجمات صينية سلمت له ابتداء من سنة 2018 وهي PHL 03 التي تصنعها الشركة الصينية لعلوم الفضاء والتكنولوجيا. وهي موجهة بنظام جي بي إس وذات قوة نارية هائلة علاوة على المسافات التي يمكن ضربها بين عشرات الكلم إلى قرابة 300 كلم.
و يأتي هذا الخيار من قبل الرباط في الانفتاح على السوق الصينية، بسبب جودة السلاح الصيني، فهو يمتلك مواصفات عالية تمنح الدول التي تشتريه نوعا من قوة الردع أو توازن الرعب. ومن ضمن الأمثلة، نظام الراجمات يقلق كثيرا إسبانيا خاصة إذا نشره المغرب في شمال البلاد. في حين أن نظام الدفاع الجوي يقلل من فعالية المقاتلات التي تمتلكها الجزائر من ميغ وسوخوي.
أيضا الأسعار المنخفضة للسلاح الصيني مقارنة مع السلاح الغربي. إذ أن نظام الدفاع الجوي FD-2000 يبقى دون أسعار الباتريوت الأمريكي بكثير كما أن صيانته لا تتطلب ميزانية ضخمة وتوفر الصين خبراء للتدريب بشكل دائم. وتقدم الصين هذه التسهيلات سعيا منها لتعزيز نفوذها بحكم أن كل صفقة سلاح يترتب عنها تعزيز النفوذ السياسي.
.