الرباط-قمر خائف الله
ساهمت المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني في مونديال قطر، في رفع أسهم العديد من اللاعبين المغاربة، وأشعلت لهيب المنافسة على ضم بعضهم بين فرق مختلفة في العالم، سواء على الصعيد العربي الخليجي أو على الصعيد الأوروبي أو الافريقي أو الأسيوي، منهم من حسم انتقاله بأثمنة باهظة، ومنهم من لا زالت مسألة انتقالهم رهينة بالمفاوضات والتشاورات.
و شهد الموسم الرياضي الجاري “حركية” غير مسبوقة للمحترفين المغاربة في اتجاه الدوريات الخليجية، خاصة الدوري السعودي، في صفقات أثارت الجدل حول جدواها التقني، ارتباطا بمستقبل المنتخب الوطني، المقبل على نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرر إجراؤها في ساحل العاج 2024، والمطالب بالتتويج بها.
المعطى الذي تسبب في قلق أغلب الجماهير المغربية يتعلق بأن العناصر التي تشكل العمود الفقري ل”منتخب وليد الركراكي” هي التي شملتها موجة هذه الانتقالات، حيث رحل عدد من اللاعبين الأساسيين في المنتخب الوطني عن دورياتهم الأوربية، من بينهم حامي عرين الأسود ياسين بونو، الذي تعاقد أمس الخميس مع فريق الهلال السعودي، قادما من نادي إشبيلية الإسباني، واللاعب جواد الياميق، الذي وقع مع نادي الوحدة السعودي، أول أمس الأربعاء، قادمًا من نادي بلد الوليد الإسباني، وعميد المنتخب الوطني رومان سايس، قادما من تركيا، بالإضافة إلى سفيان بوفال، عبد الرزاق حمد لله، وحارس مرمى المنتخب الوطني الثانوي منير المحمدي، بالإضافة إلى مفاوضات أخرى كانت قد شملت نجم نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش لاكن لم تكتمل.
وفي الوقت الذي انتقدت فئة من المتتبعين انتقال بعض الأسماء للممارسة في دوريات الخليج، كما هو الحال بالنسبة إلى انتقال بونو إلى الدوري السعودي، وربط اختياراتهم بتفضيل “أوبشن” المال على حساب أسهمهم التقنية ومصلحة المنتخب، يرى هؤلاء أن فرصهم في الحفاظ على مستواهم التقني والبدني وتطويره، بالممارسة هناك، واردة جدا، بل منهم من اعترف بأن سبب انتقاله إلى الأندية السعودية راجع إلى اقتناعه بالمشاريع الرياضية للأندية هناك، كما سبق وصرح سفيان بوفال في عدة لقاءات صحفية.
يشار إلى أن الدوري السعودي هو الأفضل عربيا، حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الأخير، إذ بات يتوجّه لاستقطاب لاعبين من الطراز العالي، كاللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي نيمار، إضافة إلى الفرنسي كريم بنزيما، كما أنه من المنتظر أن يتطوّر مردوده التقني أكثر مقابل الانتدابات ذات الجودة العالية، التي أقدمت عليها جل الأندية السعودية في “الميركاتو” الجاري.
وانتهى مونديال قطر بالنسبة للأسود الأطلس بعد تألقهم الكبير وفوزهم على منتخبات عالمية كالبرتغال وبلجيكا وإقصائهم لإسبانيا، لكن حصاد التألق كان بعد المونديال، إذ باتت رحلة تألقهم مصدر إلهام لكل شباب القارة الإفريقية والعالم العربي، وذلك بإحتلالهم المركز الرابع عالمياً، باعتبار أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى دور نصف نهائي المونديال.