الرباط-قمر خائف الله
لم تكد العطلة الصيفية ومعها عطلة عيد الأضحى تنتهي حتى بدأت الأسر المغربية تستعد من جديد للدخول المدرسي برسم الموسم الدراسي 2023/2024، مع ما يرافقه من إنهاك لقدرتها الشرائية وضرب لجيوبها خلال فترة قصيرة.
ولم تتوقف المعاناة عند حدود هذا العام، فخلال السنوات الأخيرة، وجدت الأسر المغربية من الطبقات المتوسطة والفقيرة مصاعب كبيرة في بداية الموسم الدراسي، حيث يسود ترقب مشوب بالحذر تارة وبالتذمر واليأس تارة أخرى بين صفوف مختلف الأسر، توجسا وتخوفا من ارتفاع الأسعار للوازم المدرسية:
سياق استثنائي
الدخول المدرسي لهذه السنة يأتي في سياق استثنائي طابعه الخاص ” الغلاء في كل شيء”، يبقى ذلك الكابوس الذي يوقظ مضاجع شريحة واسعة من الأسر المغربية التي تعيش في هذه الأثناء على نسمات العطلة الصيفية ترقبا لدخول مدرسي ساخن لامحالة سيحرق الأخضر واليابس مما بقي من دريهمات مصاريف السفر والبحر.
وتثير هذه الفترة من كل سنة حماسا خاصا بين الأطفال، فليس بالدرجة نفسها لدى الآباء، حيث يرغب الأطفال بالاسترخاء على الشاطئ أثناء قضاء العطلة، والمشاركة في لعبة مقارنة الملابس الجديدة أثناء لقاء الأصدقاء في المدرسة، في الوقت الذي يتعرض فيه الآباء لضغط هائل لتغطية هذه النفقات ويضطرون للجوء إلى الاقتراض.
لوازم الدخول المدرسي
وفي هذا السياق، بدأت العديد من الأسر المغربية، خصوصا على مستوى المدن الكبرى، كالرباط، وهي العائدة لتوها من عطلة الصيف، في البحث عن لوازم الدخول المدرسي الذي لم تعد تفصل عنه سوى أيام قليلة.
شوارع العاصمة الأدارية والقنيطرة وسلا، تحولت إلى أسواق مدرسية كبرى، حيث امتلأت بباعة الأدوات، والمحلات التي تعرض مجموعة متنوعة من المحافظ التي أثارت إعجاب الأطفال وأولياء الأمور.
ارتفاع أسعار الكتب
ليس هذا فقط، بل بعض الشباب الذين كانوا يبيعون المظلات الشمسية والسكاكين قبل أيام، انتقلوا بدورهم إلى مجال بيع الأدوات المدرسية وأغلفة الكتب، إلى جانب هذا بدأت المحلات التجارية الكبرى في الدار البيضاء عرض سلع دخول المدرسة، مما يزيد من الضغط على الأسر التي تحتاج أيضًا لشراء المواد الاساسية اليومية والتي ارتفعت أسعارها بدورها.
واتسم العام الدراسي الجديد بارتفاع أسعار الكتب واللوازم المدرسية مقارنة بالسنة الماضية، وفق ما أفاد به نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، بمبررات اقتصادية عدة أبرزها ارتفاع أسعار المحروقات، الأمر الذي أفضى إلى تداعيات سلبية على القدرة الشرائية لكثير من الأسر المغربية.