الرباط-قمر خائف الله
تكاد قصص اغتصاب الأطفال بالمغرب أن لا تنتهي، فمن وقت لآخر يتم القبض في كل مرة على مجرمين يعتدون على الأطفال، وأمام زيادة حجم ضحايا الغلمانية أو ما يعرف بالبيدوفيليا، ترى المنظمات الحقوقية أنه لا بد من تعديل قانون العقوبات بالنسبة لهذه الجريمة، كما أنها تقوم بحملات توعية في بعض الأحيان لفائدة الأطفال للتوعية بهذه الظاهرة، لاكنها تبقى جد ظئيلة.
وارتبط الحديث عن مواضيع التربية الجنسية في المغرب بالنمطية والاستهلاك، بالنظر إلى ما يفرضه الحس المحافظ في المملكة من حواجز تحول دون إيصال هذا الخطاب لكثيرين، بداعي كونه من التابوهات الخادشة للحياء والمفسدة للأمة، غير أن النقاش يتجدد بين الفينة والأخرى كلما أُتيحت الفرصة.
علاقة بالموضوع وتزامنا مع الحادثة الأخيرة التي تعرف ب “بدوفيل الشاطئ”، والتي تعرض لها مجموعة من الأطفال كانو مشاركين في مخيم صيفي للإعتداء الجنسي، من طرف مؤطر رياضي، وثقها مقطع فيديو انتشر مثل النار في الهشيم على الفضاء الأزرق وأثار استياء عارما من مختلف الشرائح المجتمعية، تعالت أصوات المغاربة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبة بإدراج وتفعيل وتنشيط مادة “الثقافة الجنسية” ضمن المنظومة التعليمية المغربية، مؤكدة على أنها “أصبحت ضرورة مجتمعية للوقاية من التحرش الجنسي”.
ويرى الأشخاص الداعمين لهذه الفكرة، على أنها تساهم في زيادة الوعي للإطفال حول كل ما يتعلق بالثقافة الجنسية، وإكتشاف ذواتهم، بالإضافة إلى إحراز تقدم سريع نحو تحسين الفكر حول هذه الظاهرة ، ويشتبك مع تحسين حياتهم في جوانب أخرى، مثل الحق في عدم التعرض للتعذيب، والحق في الخصوصية وغيرها.
وفي ظل التناقض الذي يعيشه المجتمع المغربي من هيمنة العقلية الذكورية وسيطرة العقلية التقليدية البالية والمرجعية الدينية، يرى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، أن فكرة إدراج مادة “التربية الجنسية” ضمن المنظومة التعليمية المغربية، ومناقشة هذا الموضوع بطريقة علمية، ستصطدم مع الأفكار الذكورية والتي ستكون حاجزا أمام هذا المطلب الذي طبقته عدد من الدول المتقدمة قبل سنوات.
إلى جانب هذا، أكد عدد من الباحثين في وقت سابق أنه وبالرغم من تطور العلوم البيولوجية الجنسانية التي جعلت من المرأة أكثر اطلاعا على جسد الرجل ومكنتها من معرفة ما كان في السابق يعتبر من الطابوهات القديمة، ومع التطور الذي شهده علم النفس، وبالتالي تمكن الجنسين من معرفة كل المسائل المتعلقة بالحياة الجنسية والعاطفية، إلا أن الحياة الجنسية لا تزال من بين الأمور التي تدخل ضمن خانة الممنوع والمحرم.