وجدة- إدريس العولة
كشفت مصادر خاصة لـ” 24 ساعة” ، أن المصالح الأمنية المختصة بوجدة، شرعت اليوم بفتح تحقيق معمق مع أحد الناجين من رصاص البحرية الجزائرية الذي أودى بحياة شابين فرنسيان من أصول مغربية أول أمس بضواحي مدينة السعيدية.
الشابان يتحدران من منطقة بني درار حوالي 20 كيلومتر شمال مدينة وجدة، ويقطنان بفرنسا وحلا بالمغرب من أجل قضاء العطلة الصيفية كما تعودا على ذلك، ويتعلق الأمر ب ” ب ق” البالغ من العمر حوالي 29 سنة، و ” ع م ” في عقده الثالث
وكان الضحيتان قد خرجا رفقة 3 شبان آخرين على متن 3 دراجات مائية ” جيتسكي” إنطلاقا من المنتزه السياحي ” مارينا” من أجل القيام بجولة استجمامية، قبل أن يفقدوا بوصلة الطريق ويجدون أنفسهم وجها لوجه أمام البحرية الجزائرية التي لم يتردد أفرادها في إطلاق النار على الشبان المغاربة الأمر الذي أدى إلى وفاة شابين على الفور وإصابة آخر بجروح متفاوتة الخطورة، فيما تم إيقاف إثنين آخرين من قبل المصالح الأمنية الجزائرية، وفق معلومات حصلت عليها جريدة 24 ساعة الإلكترونية التي كانت السباقة إلى نشر الخبر في حينه.
وجاء إكتشاف الحادث، لما لفظ شاطىء السعيدية أمس الأربعاء جثة أحد الضحايا، واتضح للمصالح الأمنية أن الأمر لم يتعلق بحادث غرق عادية، بل أن الأمر يتعلق بوفاة ناتجة عن رمي بالرصاص الحي، كما بينت الأبحاث الأولية أن ضحية ثاني لفظته مياه البحر بأحد الشواطىء الجزائرية.
وفي السياق ذاته، فقد نجا أحد الشبان ممن كانوا في تلك الرحلة المشؤومة، بأعجوبة من رصاص البحرية الجزائرية، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج الضروري، قبل أن يتم الشروع في التحقيق معه صبيحة هذا اليوم، من قبل المصالح الأمنية بوجدة، بناء على توصيات من النيابة العامة المختصة.
وفي جهة أخرى، فقد جاء رد الحكومة المغربية سريعا، حيث أكد الناطق الرسمي ” مصطفى بايتاس” أن الأمر من اختصاص القضاء، الذي بوسعه أن يفتح تحقيقا معمقا للإحاطة بحيثيات هذا الحادث المؤلم الذي تناولته مجموعة من وكالات الأنباء الدولية.
إلى ذلك، وحسب معلومات حصلت عليها “24 ساعة”من مصادر موثوقة ، فإن الجالية المغربية المقيمة بالخارج وخاصة بفرنسا، مدعومة بمجموعة من الفعاليات الحقوقية أنها تعتزم تنظيم وقفات احتجاجية في غضون الساعات القليلة المقبلة بعدة مدن فرنسية من أجل التنديد بمقتل شابين أعزلين من قبل البحرية الجزائرية.
وخلف هذا الحادث المؤلم استنكارا واسعا لدى الرأي العام الوطني والدولي وخاصة أن الأمر يتعلق بمقتل شابين أعزلين بالرصاص الحي من قبل البحرية الجزائرية التي كان عليها أن تلجأ إلى أساليب أخرى لإيقاف الشبان، بدل خيار الرصاص.