الرباط-قمر خائف الله
كشفت صحيفة “جون افريك” الفرنسية على خبايا أخرى من حياة رجل الغابون الجديد، بريس كلوتير أوليغي نغيما، الذي عينته لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات (CTRI) رئيسا للغابون بعد الانقلاب الذي أطاح بعلي بونغو أونديمبا.
وقال الصحيفة، أنه في الثامنة والأربعين من عمره، أمضى هذا الجنرال في الجيش، الذي كان حتى ذلك الحين قائدًا للحرس الجمهوري، سنوات عديدة في المملكة، حيث تم إرساله كملحق عسكري في عام 2009 بعد وفاة بونغو بير، الذي كان مساعدا عسكريا له، وهو منتوج خالص من الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس (ARM).
دخل سنة 1998، عن عمر يناهز 23 عاما، مدرسة التميز هذه التي شهدت أغلبية كبار ضباط الجيش المغربي، وأيضا العديد من الشخصيات الإفريقية، مثل الموريتانيين محمد ولد الغزواني، وقبله محمد ولد عبد العزيز، القمري أزالي عثماني، أو الجنرال النيجيري عبد الرحمن تياني، الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.
ولمدة أربع سنوات، تابع رجل الغابون القوي المستقبلي جميع التدريبات المقدمة في ARM، في نفس الوقت الذي تابع فيه مواطن آخر، غابين أويوغو ليهوندا – العميد الذي كان أيضًا جزءًا من CTRI الذي أنشأه الانقلابيون، حيث تخرج كلاهما برتبة ملازم ثاني، وDEUM (دبلوم الدراسات الجامعية والعسكرية) .
ويتبع الطلاب الأجانب نفس المنهج الذي يتبعه المغاربة، مع الدراسات العامة (في القانون والعلوم والتكنولوجيا واللغات) والتدريب العسكري”، حسبما يشير عضو سابق في الأكاديمية، الذي أوضح أنه “خلال هذا التدريب، يتم التركيز على كما وضعت على نقل قيم الولاء والإخلاص للمؤسسات وللوطن، وأيضا على مبدأ الفصل بين الجنود والسياسيين”.
لا تتوقف العلاقات مع المغرب لابن عم علي بونغو أونديمبا، عند تلك التي أقامها أثناء دراسته ، بل تمتد إلى المجال العائلي، فهو متزوج من مواطنة مغربية، إضافة إلى خذا يتمتع بريس كلوتير أوليغي نغيما بعلاقات قوية مع المملكة، التي يتحدث عنها باللغة الدارجة ويقدر بشدة الثقافة وفن الطهي.
وحسب الصحيفة الفرنسية يتوقع المغاربة أن يسمح بريس كلوتير، بعد “العاصفة”، لعلي بونغو أونديمبا بالقدوم لقضاء “تقاعده” في المغرب، لأنه يتردد بانتظام ذهابا وإيابا على المستشفى العسكري بالرباط حيث يتكفل الأطباء بمتابعة حالته، والمتمثلة في السكتة الدماغية التي أدت إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير في عام 2018.
ومنذ اندلاع موجة الانقلابات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إكتشف بعض المراقبون للشأن السياسي أن العديد من كبار ضباط جيوش غرب أفريقيا والساحل تلقوا تدريبا في مكناس، يعود هذا إلى سنوات الراحل الحسن الثاني، عندما أراد الملك أن تكوين مؤسسة النخبة التابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية مفتوحة على القارة.
وفي إطار التعاون المغربي الأفريقي، شهدت حركة مناهضة العنصرية مرور طلاب من السنغاليين والماليين والموريتانيين والنيجيريين وجزر القمر. والعديد منهم الآن من كبار الضباط في بلادهم وقد قادوا مسيرة عسكرية أو دبلوماسية جيدة، مثل جميع الجنود، فإنهم ليسوا معروفين دائمًا لعامة الناس، لكن الأحداث السياسية الأخيرة في بعض البلدان، مثل بوركينا فاسو ومالي والغابون، سلطت الضوء على بعضها.
وكانت مكناس، المدينة القديمة، أيضًا عاصمة المملكة الشريفة في عهد السلطان مولاي إسماعيل، الذي حكم من 1672 إلى 1727، هذا الجد البارز للملك محمد السادس، معروف في تاريخ المملكة المغربية بوجوده، كان من أوائل السلاطين الذين قاموا ببناء جيش نظامي كبير يضم فيلق النخبة المكون حصريًا من جنود من جنوب الصحراء الكبرى، وهو جيش بخارى الشهير.