وجدة- إدريس العولة
شهد المغرب ليلة الجمعة الأخير، زلزالا مدمرا ضرب عدة مناطق بجنوب المملكة، وأسفر عن استشهاد حوالي 3 آلاف مواطن ومواطنة وفق آخر إحصائيات وزارة الداخلية، دون الحديث عن الأضرار المادية والبيئية التي عرفتها المناطق المتضررة، ويعد هذا الزلزال الأقوى والأعنف من نوعه تشهده المملكة وفق خبراء في المجال.
ورغم الضربات الموجعة والمؤلمة للزلازل، ورغم مأساة ومعاناة أهل المنطقة، ومعهم باقي المواطنين والمواطنات المغاربة في كل ربوع الكرة الأرضية، إلا أن الجميل في هذه الفاجعة،” وإن كانت الفواجع والنواصب تنعدم فيها بتاتا الجمالية”، بينت هذه الزلازل لكافة سكان العالم، مدى تلاحم وتضامن المغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة، وباقي مغاربة العالم صغيرهم وكبيرهم، فقيرهم وغنيهم، ولعل صور ومشاهد الإنسانية والتضامن التي نراها كل يوم وبكل ربوع المملكة خير دليل على ذلك.
صحيح أن المغرب نجح إلى حد كبير، في إدارة الأزمة، وهذا بشهادة منظمات وهيئات دولية، رغم التشويش الذي صاحب عمليات التدخل في المناطق المتضررة، من طرف جهات خارجية، لا لشيء وإنما لسبب واحد كون أن السلطات المغربية رفضت السماح لها بالدخول إلى البلد من أجل المساعدة في الإنقاذ، وهذا يدخل ضمن سيادة الدولة التي يحق لها أن تقبل المساعدات ، ويمكنها أيضا أن ترفضها.
إذ كان المغاربة قاطبة، قد تجندوا وراء الملك من أجل التضامن والتآزر مع أهالي المنطقة المتضررين من هذا الزلزال الطبيعي الذي إبتلانا به الله عز وجل.
صار أيضا من حق المغاربة، أن يطالبوا بزلزال سياسي خارج سلم ريشتر، للإطاحة برؤوس الفساد، الذين حولوا المغرب إلى ضيعة خاصة، يعبثون في خيراته كما يفعلون ويشاؤون دون حسيب ولا رقيب، دون أن يعرفوا أنهم في وطن رأس ماله مواطنون رضعوا حب التلاحم والتراحم والوفاء للوطن من أثداء أمهاتهم، فإن أردت أن تعرف المعدن الحقيقي للمغاربة، فما عليك إلا أن تقف عند المنجزات وعند المآسي أيضا كما حصل بمونديال قطر وزلزال الحوز.