أسامة بلفقير_ الرباط
من الساعات الأولى للكارثة الطبيعية للزلزال الذي ضرب عدد من مناطق المملكة، لاسيما على مستوى جهة مراكش وسوس، أثبتت المؤسسة الملكية مرة أخرى حكمتها وقربها من هموم الشعب المغربي، من خلال مختلف القرارات والمبادرات، والرؤية الاستباقية لتدبير الوضع.
مباشرة بعد وقوع زلزال الحوز قطع جلالة الملك زيارته لفرنسا ليعود على وجه الاستعجال إلى المملكة المغربية، ليترأس بالرباط جلسة عمل لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المدمر، وإصدار التوجيهات والتعليمات الدقيقة والواضحة إلى القطاعات التي تشتغل بشكل مباشر في هذا الوضع الصعب.
هذه الجلسة أعطى فيها الملك محمد السادس تعليماته بتعبئة كل الطاقات والإمكانيات والموارد البشرية والعلمية والطبية والعسكرية والمالية والتدبيرية لمواجهة هذا الزلزال، والحد من آثاره الكارثية بشريا واقتصاديا واجتماعيا.
تعليمات أبان المغرب من خلالها عن حنكة متميزة في تدبير الأزمات الطارئة، ونموذجا ناجحا يؤسس لتجربة متميزة في مواجهة الأزمات، وفي مقدمتها زلزال الحوز الذي يواجهه المغرب بإمكانياته الذاتية وبصمت في تلاحم قوي بين الملك والشعب.
ولأن علاقة جلالته بشعبه الوفي تتجاوز حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم إلى علاقة أبوية ورعاية خاصة، فقد أبى الملك محمد السادس إلا أن يتحرك نحو مدينة مراكش للاطمئنان على المصابين في المستشفى، في خطوة كان له وقع قوي على نفسية المصابين وعائلات الضحايا الذين قضوا في هذه الكارثة المفجعة.
وهكذا كان، فحرص جلالته على أن ينعم أبناء شعبه الوفي في هذه المناطق المتضررة بظروف عيش تحفظ كرامته، في سياق بذلت فيه الدولة مجهودات استثنائية تجعل بلادنا تفتخر بقدرتها على تدبير الكوارث بكامل سيادتها، فقد جاءت القرارات التي اتخذت اليوم في جلسة اليوم التي ترأسها الملك محمد السادس لتؤكد من جديد حرص جلالته على وضع رؤية استباقية لتفعيل البرنامج الاستعجالي لتبعات الزلزال.
نعم، يحق لنا أن نفتخر بملكنا وبلدنا..يحق لنا أن نفتخر بدولة تمنح للمتضررين 30 ألف درهم لتدبير الوضع الطارئ، وتخصص لهم 140 ألف درهم لمن هدمت بيوتهم و80 ألف درهم لمن تضررت..هذه القرارات لا يمكن أن تتخذها إلا دولة عاشت في هذه الكارثة ملحمة تاريخية بين العرش والشعب لتجاوز هذه المنحة، بشكل يذكرنا بالتذبير الملكي الاستثنائي لجائحة فيروس كورونا.