الدار البيضاء ـ متابعة
انطلق العام الدراسي الجديد، بمختلف أقاليم المملكة، قبل أيام قليلة من وقوع الزلزال الذي دمر قرى وبلدات في جبال الأطلس الكبير وسط البلاد، مما أثر بشكل كبير على العملية التعليمية في مجموعة من المناطقة المُحادية لبؤر الزلزال؛ وتسبب في تعليق الدراسة مؤقتًا وفقًا لقرار وزارة التربية الوطنية.
الزلزال الذي هز المملكة عشية الجمعة في 8 من شتنبر، خلف أضرار مادية متفاوتة بمجموعة من المدارس والمؤسسات الإيوائية؛ التي كانت تهتم بتعليم فتيات القرى النائية البعيدة.
تم تأسيس هاته المؤسسات بشراكة بين الحكومة ومنظمات مدنية وخيرية؛ وتروم مساعدة التلاميذ لاستكمال تمدرسهم خاصة في المراحل الثانوية، بيْدَ أن الزلزال تسبب في دمار شامل لكثيرٍ منها.
هذا الوضع المأساوي، جعل مجموعةً من موظفي وأطر المؤسسات أمام وضع صعب للغاية؛ إذ فقد كثير منهم الاتصال بعدد من الطالبات.
صونيا عمر، مديرة منظمة “التعليم للجميع”، تقول في هذا الصدد، لصحيفة “الغارديان” البريطانية، “إنها ما زالت تبحث عن حوالي ثلث طالبات المنظمة”، وتضيف “العديد من الفتيات اللائي نعلم أنهن على قيد الحياة فقدن أقرباءهن ومنازلهن، والظاهر أن المنازل قد دمرت بالكامل”.
وتقدم المنظمة دعما للفتيات القرويات للوصول إلى المدارس البعيدة من خلال شبكة من المنازل الداخلية، وتقع جميعها في القرى المحيطة بمنطقة الزلزال.
وتأثرت هذه المنازل بشكل كبير بحيث تحتاج خمسة منها من أصل ستة إلى إعادة بنائها بالكامل بسبب الأضرار التي لحقت بها.
في ظل هذا الوضع، يسعى فريق المنظمة إلى تقديم الدعم والمساعدة للفتيات القرويات لمتابعة تعليمهن، حتى وإن كان ذلك سيشمل مخططا للدراسة عن بعد عبر وسائل الإنترنت من خيامهن.
ونقلا عن الصحيفة البريطانية، فإن عمر تعتبرُ أن التعليم المبكر للفتيات قد يغير مستقبلهن بالكامل، وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها المنظمة بسبب الدمار الناتج عن الزلزال، إلا أنها تبقى متفائلة بالأمل والتضامن الذي يتجلى بين الناس في هذه الأوقات الصعبة.